بقلم عبد الرزاق المنفلوطي _ رئيس نادي الاتحاد الرياضي البيضاوي لكرة القدم
توالت خلال الأسابيع الأخيرة، مع تواضع نتائج المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، انتقادات طالت الأسود، ومدربهم وليد الركراكي.
للأسف، ودون مبالغة، البعض نسي وبسرعة البرق، إنجاز أسود الأطلس في مونديال قطر 2023، واحتلالهم المركز الرابع عالميا.
إنجاز لم يكن يحلم به الجميع، لاعتبارات عدة، أولها الفترة الوجيزة التي تحمل فيها الركراكي مسؤولية قيادة أسود الأطلس، والنتائج التي كان يحصدونها قبل المونديال.
العالم انبهر بما حققه المنتخب الوطني، وصفق له الجميع، خاصة أن ما حققه كان عن جدارة واستحقاق، ونتيجة جهد وعمل.
اليوم، وما نقرأه ونسمعه، ويروج له البعض، خاصة ضد المدرب واللاعبين، خاصة تلك الإساءات التي لا علاقة لها بالنقد، لأن النقد صحي، ويساهم في التقويم، ولا أحد ضد ذلك.
لكن أن يتحول “النقد” إلى جلد، وأحيانا بأساليب لا تمت للروح الرياضية بصلة، هنا يجب أن نقف ونتوقف عند هذا الانزياح الذي قد يؤثر سلبا على معنويات مكونات المنتخب الوطني.
يعلم الجميع أن المنتخب المغربي، بقيادة وليد الركراكي، وقف ندا للند أمام منتخبات لها باع كبير في كرة القدم، واستطاع التألق أمامها بغض النظر عن النتيجة، فيكفي أن تفوز على منتخب من قيمة منتخب البرازيل، وتتفوق على منتخبات من حجم إسبانيا، ولو بضربات الترجيح، والبرتغال، وبلجيكا، وكندا، وقبل ذلك على الشيلي، وتتعادل مع منتخبات من حجم كرواتيا، قبل أن يخسر أمامها في مباراة الترتيب ( المركز الثالث)، والبيرو… ليتأكد أن هناك عمل جبار للإدارة التقنية، بقيادة الركراكي، وعزيمة وإصرار اللاعبين.
نعم، بعد العودة من المونديال، تعثر الأسود في بعض المباريات، كان أهمها، الخروج من الدور الـ16 في نهائيات كأس أمم إفريقيا، أمام منتخب جنوب إفريقيا، وضياع حلم التتويج بالكأس.
لكن لا يجب نسيان أن الأسود زأروا في مرحلة المجموعات، رغم صعوبة الطقس، وحققوا انتصارين، أمام تنزانيا بثلاثية، وبهدف على زامبيا، وتعاطل أمام الكونغو الديمقراطية، وحتى نتيجة جنوب إفريقيا لم تعكس حقيقة المباراة.
للأسف، أن النقد لم يتوقف، منذ ودعنا نهائيات الكوت ديفوار، بل امتد حتى مع المباريات الودية، التي ليست سوى وسيلة لتجريب كل اللاعبين، وكذا الخطط، وخلق الانسجام بين القدمى والجدد من اللاعبين الملتحقين.
إن المنتخبات، اليوم، عند مواجهتها لأسود الأطلس، تلعب الكل للكل، من أجل الفوز أو على الأقل التعادل، لإثبات مكانتها وقوتها، أمام منتخب رابع العالم، منتخب قهر عمالقة كرة القدم.
منتخبات تتكدس في الدفاع، وتلعب على المرتدات لمفاجأة الأسود بهدف قاتل.
إن المنتخب المغربي يعد من أحسن المنتخبات الإفريقية، الكل يريد الفوز على الرابع عالميا في مونديال قطر 2023، وهذا ما يجب أن يتفهمه المنتقدون.
والركراكي يعي ذلك جيدا، وهو ما جعله يختار وديتي أنغولا وموريتانيا، لأن هدف مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، من خوض المقابلتين الوديتين ضد منتخبي أنغولا وموريتانيا هو التعود على اللعب ضد منتخبات تحسن التكتل في الدفاع، على حد تعبيره، في الندوة الصحفية، قبل المواجهة الودية ضد المنتخب الموريتاني، مشيرا إلى أن هاتين المقابلتين تتيحان فرصة إيجاد الحلول الهجومية ضد المنتخبات الإفريقية التي تتقن الخطط الدفاعية، وأن النخبة الوطنية مطالبة بلعب مباريات عديدة من هذا النوع.
وهذا ما لا يفهمه الذين يشنون الهجوم على الركراكي، والذين تجاوزوا مجال النقد والانتقادات المتعلقة باختياراته التكتيكية، وطريقة توظيفه للاعبين على رقعة الميدان، إلى نعته بأنه يفتقر للخبرة في توظيف اللاعبين من أجل تحقيق النتائج الإيجابية، وكأن ما تحقق في المونديال كان بفعل فاعل غير هذا الركراكي.
وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، وبدأوا يضربون أسداسا في أخماس بحثا عن بديل للركراكي، ومن الأطر التقنية الأجنبية، التي لم تفلح مع الأسود، وبدأوا يتوقعون أن فترة الركراكي رفقة المنتخب المغربي أصبحت تقترب من مشارف نهايتها، ويطالبون بالبديل، بإيجاد مدرب جديد بمعايير دولية، قادر على التعامل مع ترسانة النجوم التي يتوفر عليها.
وهذا، للأسف، تشويش على الجهود التي يبدلها الطاقم التقني، وكل مكونات المنتخب المغربي، وخاصة اللاعبين، الذين جلهم فضل حمل القميص الوطني المغربي عن قميص بلد الازدياد والإقامة، وما يزيد الطين بلة ما يروج له من سخرية وقدح في حقهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤثر سلبا على نفسيتهم، وبالتالي على عطائهم.
إننا، اليوم، أمام الجهود المبذولة، أيضا، من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي ارتقت بكرتنا إلى العالمية، وروجت للمغرب، يفرض علينا جميعا، وخاصة على الصحافة أن تأخذ بعين الاعتبار كل ما سبق، وتعمل على تنوير الرأي العام الوطني، بدل أن تساير التيار الجارف الذي يمكن أن يقضي على جيل من اللاعبين أسعدوا المغاربة، وتدفعهم إلى اليأس والإحباط، ويتراجع أدائهم، وتتواضع النتائج، ولن يصلح بعدها القادم ولو كان من أفضل مدربي العالم.
بل الأكثر من ذلك سندفع من اختار اللعب للمغرب إلى الندم، وسيتراجع من ينوي السير على منواله، ويختار اللعب لبلد الإقامة بدل الأصل.
أمام كل ما سبق، على الصحافة، والجمهور، أن يعملا على مساندة الأسود، ودعم جهود الجامعة، وفسح المجال للركراكي لتقويم الأخطاء، والبحث عن سد الثغرات، بما فيها ثغرة الهجوم، رغم أننا نتوفر على مهاجمين متألقين مع أنديتهم، يصابون بالعقم الهجومي مع المنتخب، النصيري والكعبي، وحمد الله، وأخيرا رحيمي، وهو أمر مرتبط بالجانب النفسي، الذي يجب معالجته، بدل التهجم عليهم.
إننا على يقين أن الركراكي قادر على حل الإشكالات، لو وجد السند والدعم، كما قبل وأثناء مونديال قطر، لتحقيق نتائج أفضل والتتويج بالكأس القارية في المغرب في 2025، وهذا لن يتأتى إلى بوضع الثقة في الإطار التقني الذي أسعد المغاربة ومازال قادرا على إسعادهم.
متفق 100% مع صاحب المقال. اظن ان هنآك ايادي خفية وراء هده الحملات الغير المبررة والمعقلنة . على العكس من كل هدا يجب تشجيع هؤلاء الشباب وخاصة الجديد منهم وكذلك المدرب الشاب وليد الركراكي ، الغيور على بلده والدي رفع راية المملكة عاليا مع الاشبال. لا يجب علينا أن ننسى وبسرعة الضوء كل هدا العمل بمجرد اننا لم نجد المتعة في تلك الدقائق الملعوبة فنحن في مرحلة التهيء لما هو آت وسيكون الأفضل بكتير إنشاء الله. فالكل متربص بالاطاحة بنا. فصبر جميل وجددو النية آلله يرحم الوالدين. عندنا كفاءات عالية ولا تستهينو بأبناء الوطن.