يستعد مدرب المنتخب الوطني المغربي وحيد حليلوزيتش، لمباراة الحسم أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، نهاية شهر مارس المقبل، من أجل المرور إلى كأس العالم بقطر العام القادم، بعد كبوة الكامرون والخروج الكارثي من دور الربع من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم أمام منتخب مصر.
وحصل البوسني وحيد حليلوزيتش على الضوء الأخضر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل إستدعاء العناصر التي يراها مناسبة ويراهن عليها لحسم التأهل لكأس العالم، بالرغم من مطالب الجماهير المغربية التي تنادي بضرورة عودة بعض الأسماء المغربية إلى عرين الأسود في المباريات القادمة.
وأكد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في وقت سابق على أهمية مواصلة مدرب الفريق الوطني المغربي وحيد حليلوزيتش في قيادة الأسود في مباراة الحسم، دون التخلي عليه لأن الوقت غير مناسب للبحث عن مدرب جديد، بالنظر إلى ضيق الوقت وصعوبة إيجاد بديل مناسب في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي زاد من غضب الجماهير المغربية التي كانت تراهن على فسخ عقد وحيد وتغييره بمدرب مغربي، كالحسين عموتة أو بادو الزاكي.
ويعمل وحيد حليلوزيتش، الذي طار إلى فرنسا من أجل متابعة الكثير من الأسماء المغربية التي تنشط بمختلف الدوريات الأوروبية، على إحداث مجموعة من التغييرات في تشكيلة أسود الأطلس، عبر ضم أسماء جديدة لمعسكر الأسود القادم وتأكيد حضور الركائز الأساسية التي شكلت العمود .
اقرأ أيضا: لاعبي المنتخب الوطني المغربي يبقون على المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش
ومن المنتظر أن تستمر العناصر نفسها التي خاضت تصفيات أمم أفريقيا والعالم، مع إستدعاء بعض العناصر التي تنشط في الدوري الإيطالي، كمهاجم ساسولو الإيطالي عبدو هروي الذي غير جنسيته من الهولندية إلى المغربية وفضل جمل قميص الأسود على اللعب مع الطواحين، ثم متوسط ميدان فريق فيورنتينا الإيطالي يوسف مالح، أحد أبرز اللاعبين المتألقين في الكالتشيو والذي سجل حضوره مع الأسود في وقت سابق، فيما تبقى فرص حضور مهاجم سامبدوريا الإيطالي عبد الحميد الصبيري قليلة مقارنة بزملاءه في الدوري الإيطالي.
اقرأ أيضا: وحيد حليلوزيتش يستعيد ثلاثة من أبرز لاعبي المنتخب الوطني المغربي قبل مباراة الكونغو الديمقراطية
ومن جهة أخرى فإن وحيد حليلوزيتش قد يتخلى عن المدافع سفيان شاكلة الموقوف من طرف الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، بسبب مستواه الضعيف الذي أظهره في مباراة الغابون بكأس الأمم الإفريقية، حيث سيتم تعويضه بالدولي المغربي جواد الياميق مدافع ريال بلد الوليد، الذي كان حاضرا في أكثر من مرة مع الأسود لكنه لم يرافق المنتخب إلى الكامرون كما كان متوقعا، مع إمكانية دعوة مدافع سبورتينغ ليشبونة البرتغالي زهير فضال، الذي سيعوض مدافع الأهلي المصري بدر بانون الذي يعاني من الإصابة منذ فترة طويلة ولم يسترجع عافيته حتى الآن.
وبخصوص موضوع الدولي المغربي نصير مزراوي ظهير نادي أياكس أمستردام الهولندي، فإن وحيد حليلوزيتش مصمم على إبعاد اللاعب عن مجموعة المنتخب الوطني المغربي، بالرغم من الأخبار التي تناسلت من هنا وهناك والتي أكدت حضوره في المعسكر القادم، حيث لم تتم تسوية الخلافات بين الطرفين، بعدما خرج مزراوي لكشف حقيقة ما جرى مع ربان الأسود، فيما يؤكد وحيد على إن اللاعب المغربي غير ملتزم في التدريبات الأمر الذي جعله يبعده عن محيط المنتخب الوطني المغربي، بالرغم من تألقه الكبير مع فريقه واختياره كأحد أفضل اللاعبين في الدوري الهولندي لكرة القدم.
اقرأ أيضا: وحيد حليلوزيتش لن يعيد الحرس القديم للمنتخب الوطني المغربي
وعن اللاعب حكيم زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي، فإن وحيد حليلوزيتش لن يعيد إلى المنتخب الوطني المغربي مهما كانت الظروف، مؤكدا في تصريحاته الأخيرة على إن مهاجم البلوز لا يقدر تواجده مع الفريق الوطني، الأمر الذي جعله يكون خارج العرين، بالرغم من التنويه الذي حصل عليه زياش في بداية وحيد كمدرب لأسود الأطلس، بعد رحيل الفرنسي هيرفي رونار، مع جعل الأخير يعلن اعتزاله اللعب دوليا من الإمارات العربية المتحدة، في تصريح لوسائل الإعلام هناك، بمناسبة مشاركته مع الفريق الإنجليزي في كأس العالم للأندية التي توج بها.
ورفض المدرب وحيد خليلوزيتش أي وساطة للصفح عن مزراوي وحكيم زياش بعدما قرر ابعادهما عن المنتخب الوطني المغربي بسبب سلوكهما ورفضهما اللعب بداعي الاصابة، حيث فضل المدرب أن تكون له الكلمة الأخيرة بشأن مدى حاجة المنتخب المغربي لخدمات نصير مزراوي وحكيم زياش بالمُباريات المُقبلة بعد التنسيق مع طاقمه المساعد .
اقرأ أيضا: تدخل فوزي لقجع لإعادة حكيم زياش للمنتخب الوطني المغربي
ولم تنجح أي وساطة مع مدرب المنتخب الوطني المغربي “وحيد خليلوزيتش” للصلح مع كل من اللاعبين بعدما تدخلت بعض العناصر الهامة من المنتخب لتذويب الخلاف وإعادة اللاعبين لعرين الأسود، قبل موقعة الكونغو الديمقراطية، وتكرر الأمر نفسه حتى قبل ضربة البداية من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي أقيمت بالكامرون.
وكان لاعب تشيلسي الانجليزي، حكيم زياش، قد وصف تصرف مدرب المنتخب الوطني وحيد خليلوزيتش تجاهه بـ”غير الاحترافي”، في تصريح لبرنامج “Tiki Taka Touzani” من تقديم صديقه المغربي-الهولندي، سفيان توزاني، أوضح قائلا: “لم أتصرف أبدا بطريقة غير احترافية أو غير مقبولة، لم أتأخر عن التدريبات، ولم أرفض اللعب مع المنتخب المغربي”.
وتابع: “ليس صحيحا أنني أرى نفسي فوق المجموعة. أنا أعامل جميع اللاعبين باحترام. أي شخص يعرفني وعمل معي، يدرك ذلك جيدا”.
واختتم زياش حديثه قائلا: “(خليلوزيتش) لديه وجهة نظر وأنا لدي رؤيتي. هذا كل ما في الأمر. أعرف ما حدث بيني وبينه (خليلوزيتش) وهذا هو الأهم بالنسبة لي”.
أما نصير مزراوي فقد كشف لأول مرة عن الحادثة التي كانت سببا في خلافه مع خليلوزيتش، قائلا: “قدم لي قنينة مياه وطلب مني أن أشرب في التداريب فرفضت لأني لا أشعر بالعطش لأنه حاول إجباري على الشرب”.
ولم يتدخل فوزي لقجع لحل الخلاف بين الطرفين خلافا لما حدث في الفترة السابقة بين حكيم زياش و المدرب هيرفي رونار، ما يؤكد بأن الخلاف أعمق من أن يكون بين وحيد و حكيم، لأن تصريحات فوزي كانت حازمة وصارمة هذه المرة على غير العادة، لذلك فإن تواجد مهاجم البلوز لن يكون حاضرا مع الفريق الوطني المغربي إذا ما بقي المدرب الحالي على رأس القائمة التقنية، وما لم تتدخل أطراف أخرى لإنهاء الأزمة التي عمرت طويلا، وضيعت على المنتخب لاعبين من أهم المحترفين المغاربة والافارقة أوروبيا.
وبات من المؤكد أن يمنح الناخب الوطني وحيد هاليوزيتش، فرصة ثانية لعبد الصمد الزلزولي مهاجم فريق برشلونة الاسباني، الذي رفض في وقت سابق الحضور مع المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم بالكاميرون، للعب لمنتخب أسود الأطلس من خلال دعوته لحضور التجمع الإعدادي لشهر مارس الذي يسبق مباراتي الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022.
وتعمل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل إستدعاء عبد الصمد الزلزولي ليكون مع المنتخب الوطني المغربي، لسد الطريق على المنتخب الإسباني الذي يتبرص به، بعدما بات خارج حسابات الفريق الكاتالوني في المباريات الأخيرة، بسبب التعاقدات الكبيرة التي وقع عليها البارسا، بضم ألمع النجوم في الخط الأمامي.
وحيد حليلوزيتش يتراجع عن قراره بخصوص المهاجم عبد الصمد الزلزولي،
و أفصح مدربه لويس إنريكي مدرب منتخب إسبانيا في أكثر من مناسبة عن نيته في دعوة الزلزولي لتمثيل المنتخب الاسباني، فضلا عن كون اللاعب لمح إلى أنه لم يرفض اللعب للمنتخب المغربي، بعدم تلبية الدعوة للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أجريت في الكاميرون، بقدر ما كان يرغب في إثبات مكانته داخل فريقه برشلونة.
ولن يقبل الجمهور المغربي أي عذر من أجل الحسم في التأهل إلى كأس العالم بقطر العام القادم، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة والحوافز التي يوفرها الإتحاد المغربي لكرة القدم.