يواصل الدولي المغربي الشاب عثمان معما لفت الأنظار بقوة رفقة نادي واتفورد الإنجليزي، بعدما بصم على مستويات مميزة هذا الموسم، جعلته واحدًا من أبرز العناصر داخل التركيبة البشرية للفريق، في تأكيد واضح على التطور الكبير الذي عرفه مستواه خلال الفترة الأخيرة.
عودة معما من كأس العالم للشباب كانت مختلفة تمامًا، إذ ظهر اللاعب بعقلية أقوى وشخصية أكثر نضجًا، ما مكّنه من انتزاع مكانته داخل الفريق الإنجليزي، بعد أن كان يُصنّف في وقت سابق ضمن الخيارات الثانوية للطاقم التقني.
ومن جهة أخرى فإن مونديال الشباب شكّل نقطة التحول في مسار اللاعب، حيث أتيحت له فرصة الظهور أمام مدرب واتفورد، الذي تابع أداءه عن قرب ووقف على الإمكانيات التقنية والبدنية الكبيرة التي يتوفر عليها، ليترجم ذلك بثقة أكبر ومنحه أدوارًا محورية داخل الفريق.
التألق الذي بصم عليه معما ساهم بشكل مباشر في تغيير وضعيته داخل النادي، وأصبح أحد الأسماء المؤثرة في منظومة واتفورد، بفضل حضوره القوي، وانضباطه التكتيكي، وقدرته على تقديم الإضافة داخل أرضية الميدان.
وفي سياق متصل، يرى متابعون أن قرار مدرب المنتخب الوطني المغربي وليد الركراكي بعدم توجيه الدعوة لعثمان معما للمشاركة في كأس إفريقيا قد يصب في مصلحة اللاعب، خاصة في هذه المرحلة الحساسة من مسيرته، حيث بدأ في شق طريقه بثبات داخل الفريق الإنجليزي.
هذه المشاركة القارية، رغم أهميتها، قد تهدد استمرارية اللاعب مع ناديه وتؤثر على فرصه في تثبيت مكانته خلال فترة حاسمة من الموسم.
تألق معما لم يمر مرور الكرام، إذ بات محط اهتمام عدة أندية أوروبية، خاصة من إنجلترا وفرنسا، في ظل المتابعة الدقيقة التي يحظى بها من كشّافي الأندية.
ورغم ذلك، يُفضل نادي واتفورد الاحتفاظ بخدمات لاعبه إلى غاية نهاية الموسم الجاري، على أن يُفتح باب الحسم في مستقبله لاحقًا.
عثمان معما يؤكد، مباراة بعد أخرى، أن الاستثمار في الموهبة والصبر على التطور قد يصنع الفارق، وأن مونديال الشباب لم يكن سوى بداية لمسار واعد ينتظر اللاعب المغربي في الملاعب الأوروبية.