1. الرئيسية|
  2. الكرة المغربية

رومان سايس ورط وليد الركراكي في غياب البديل

رومان سايس ورط وليد الركراكي في غياب البديل

منذ لحظة إعلان وليد الركراكي عن لائحة المنتخب الوطني المغربي المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، بدا واضحًا أن الناخب الوطني اختار طريقًا محفوفًا بالمخاطر، مفضلًا رهان الخبرة والتجربة على حساب الجاهزية البدنية.

خيارٌ تجسّد أساسًا في استدعاء رومان سايس، وبدرجة أقل آدم ماسينا، رغم الشكوك التي رافقت وضعيتهما الصحية قبل انطلاق العرس القاري، فمع أول اختبار فعلي في “الكان”، عاد السيناريو الذي يخشاه الجميع ليفرض نفسه من جديد.
ومن جهة أخرى فإن آدم ماسينا سيدخل المنافسة وهو يعاني من الإصابة، فيغيب عن مباراة الافتتاح، قبل أن لا تمر سوى دقائق معدودة على صافرة البداية حتى اضطر رومان سايس لمغادرة أرضية الملعب متأثرًا بإصابة عضلية.

مشهد أعاد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة من مونديال قطر، حين فقد المنتخب في لحظات حاسمة خدمات نايف أكرد ورومان سايس تواليًا، ليجد نفسه أمام حلول اضطرارية لم ترقَ إلى نفس المستوى أو الثقل التنافسي.
المفارقة أن هذه المخاوف لم تكن مفاجئة، بل كانت مطروحة بقوة قبل بداية البطولة، وكان بالإمكان تفاديها.
فالمنتخب الوطني يضم أسماء شابة وجاهزة بدنيًا، تخوض مباريات منتظمة في مستويات تنافسية عالية، وتملك الحماس والطموح، غير أن الركراكي فضّل منح الأفضلية للتجربة، في رهان بدا وكأنه يتجاهل إكراهات بطولة قصيرة النفس، ضيقة الهامش، لا تمنح فرصة لتصحيح الأخطاء، ففي مثل هذه المحطات، لا تعترف بالأسماء ولا بالتاريخ وحده، بل تحكمها الجاهزية والقدرة على الصمود البدني.
واليوم، يجد المنتخب المغربي نفسه أمام وضعية معقدة: خط دفاع يعيش على وقع القلق، إصابات متكررة، وهاجس دائم من غياب جديد في أي لحظة، خاصة مع نايف أكرد العائد حديثًا من الإصابة، والذي يظل القلق حاضرًا كلما دخل في التحام أو تسلم الكرة تحت الضغط.
لقد أُغلقت الأبواب الآن، وبدأت المعركة، ولم يعد ممكنًا تدارك الأمر باستدعاء عناصر جديدة. أصيبت “الخبرة”، وبات على المنتخب أن يتعايش مع واقع فرضته اختياراته.
في ظل هذا الوضع، لا يملك الشارع الكروي المغربي سوى الإيمان والدعاء بأن تمر رحلة كأس أمم إفريقيا بأقل الخسائر الممكنة، وأن تصمد الأجساد حيث خانت الحسابات، وأن تنقذ الروح ما عجزت عنه القرارات.
فالمنتخب الوطني لا يعاني من نقص في الموهبة ولا في الطموح، لكنه يدفع اليوم ثمن مغامرة كان بالإمكان تفاديها… ثمنًا باهظًا في بطولة لا ترحم الأخطاء ولا تمنح فرصًا ثانية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)