1. الرئيسية|
  2. الكرة المغربية

وليد الركراكي يعتمد على أسلوب مخالف لأول مرة في المنتخب المغربي في كأس إفريقيا

وليد الركراكي يعتمد على أسلوب مخالف لأول مرة في المنتخب المغربي في كأس إفريقيا

في قراءة هادئة وعقلانية لمباراة المنتخب الوطني المغربي أمام جزر القمر، يمكن الوقوف عند جملة من المؤشرات الإيجابية التي تتجاوز نتيجة الفوز في حد ذاتها، وتعكس ملامح مشروع تكتيكي يقوم على الواقعية والتدرّج أكثر من اللهاث وراء الانتصارات العريضة.

أول هذه المؤشرات يتمثل في تحقيق الفوز دون نتيجة كبيرة، وهو معطى قد يبدو سلبياً للبعض، لكنه في منطق البطولات يُعد عنصر قوة. فالانتصارات المحدودة تُبقي اللاعبين في حالة تركيز واجتهاد، وتجنّب المنتخب الدخول مبكراً في دائرة الترشيحات المفرطة على الورق، وهي فخ سقطت فيه منتخبات كثيرة.

وتجربة كوت ديفوار، التي عادت من أقصى درجات الشك لتتوج باللقب، تظل مثالاً حاضراً على أن البطولات لا تُحسم بالبدايات البراقة.

المؤشر الثاني يتمثل في قدرة “أسود الأطلس” على تسجيل أكثر من هدف أمام منتخب اختار الدفاع بكل خطوطه والاعتماد على التكتل في مناطقه الخلفية.

هذا المعطى يعكس حلولاً هجومية متعددة، وصبراً تكتيكياً كان غائباً في محطات سابقة، حيث كان التسرع يُفقد المنتخب توازنه أمام هذا النوع من الخصوم.

أما النقطة الثالثة، وهي الأهم، فقد لامسها الإطار الوطني جمال السلامي بدقة، حين أشار إلى أن وليد الركراكي لم يُقحم العناصر الأساسية دفعة واحدة، بل تعامل مع المباراة بعقلية التسيير الذكي، من حيث اختيارات اللاعبين وتوقيت مشاركتهم. هذا النهج يؤكد أن الناخب الوطني يُراهن على التدرج في رفع الجاهزية، بدل استنزاف كل الأوراق منذ مباراة يمكن تصنيفها في خانة اللقاءات “العادية” ضمن مسار بطولة طويلة وشاقة.

بهذا الفكر، يبتعد الركراكي عن منطق المغامرة المبكرة، ويستحضر دروس الماضي، حين ضحّى مدربون سابقون بكل العناصر الجاهزة في مباريات هامشية، كما حدث في تجربة هنري ميشال، حيث فُضّل الفوز العريض على حساب الحفاظ على اللاعبين لمواعيد أكثر حساسية أمام منتخبات قوية ومنظمة.

المؤكد أن المنتخب المغربي مرشح للتطور مع توالي مباريات كأس أمم إفريقيا، وهو سيناريو قد يحدث لأول مرة بهذا الوضوح، حيث يبدأ الفريق بهامش تحسن تصاعدي بدل بلوغ الذروة مبكراً.

وفي البطولات الكبرى، غالباً ما يكون هذا المسار هو الطريق الأقصر نحو الأدوار الحاسمة، وربما نحو اللقب المنشود.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)