بعد سنوات من الجدل والنقاش داخل أروقة كرة القدم الإفريقية، حُسم أخيرًا ملف دورية تنظيم كأس أمم إفريقيا، فقد أعلن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، يوم 20 ديسمبر 2025، أن البطولة القارية ستُقام كل أربع سنوات ابتداءً من نسخة 2028، بدل نظامها الحالي القائم على تنظيمها كل سنتين.
ويأتي هذا القرار ليمنح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، ما اعتُبر “انتصارًا مؤجلًا”، بعدما كان قد صرّح في فبراير 2020 بأن إقامة كأس أمم إفريقيا كل عامين “غير مجدية”، داعيًا إلى تحويلها إلى بطولة رباعية، أسوةً بكأس العالم وباقي المسابقات القارية الكبرى.
في المقابل، كان باتريس موتسيبي قد دافع، منذ توليه رئاسة الكاف، عن الإبقاء على النسق الثنائي للبطولة، معتبرًا أن كأس أمم إفريقيا تُشكل ركيزة أساسية لتطوير الكرة الإفريقية، ومصدر إشعاع كروي واقتصادي للقارة.
غير أن الضغوط المتزايدة، خصوصًا المرتبطة بروزنامة المباريات الدولية، وتعارض البطولة مع مصالح الأندية الأوروبية، عجّلت بتغيير الموقف.
ويرى متابعون أن هذا التحول التاريخي ستكون له تداعيات كبيرة على كرة القدم الإفريقية، سواء على مستوى الاستعدادات، أو القيمة التنافسية للبطولة، أو حتى على ارتباط الجماهير الإفريقية بموعدها القاري المنتظر.
وبين من يعتبر القرار خطوة نحو تنظيم أفضل وجودة أعلى، ومن يراه مساسًا بهوية البطولة وتواتر فرحتها، تبقى كأس أمم إفريقيا مقبلة على مرحلة جديدة، عنوانها التغيير والتكيف مع واقع كروي عالمي متسارع.




