بعد سنواتٍ طويلة كان فيها المنتخب المغربي وسائر مؤسساته الكروية يراهن على المدرب الأجنبي، من أمثال إيريك غيريتس، وروجي لومير، وهيرفي رونار، وغيرهم ممن مرّوا وتركوا بصماتهم بشكل من الاشكال بين النجاح الصغير و الفشل الذريع، دخلت كرة القدم الوطنية اليوم مرحلة جديدة عنوانها الأبرز: الثقة في الكفاءة المغربية.
لقد تغيّر المشهد كليًا، لم يعد المدرب المغربي خيارًا اضطراريًا، بل أصبح خيارًا استراتيجيًا قائمًا على الكفاءة والمعرفة والجرأة. وكانت البداية الحقيقية مع المدرب الشجاع وليد الركراكي، الذي لم يكتفِ بصناعة مجد تاريخي رفقة أسود الأطلس، بل فتح الباب واسعًا أمام جيلٍ جديد من الأطر الوطنية، وأعاد الاعتبار للمدرب المغربي في أعين الجميع.
وتواصلت المسيرة مع أسماء وازنة أكدت أن ما تحقق لم يكن صدفة، بل ثمرة عمل وتراكم، طارق السكتيوي، نبيل باها، عصام الشرعي، محمد وهبي، أحمد القنطاوي، وغيرهم كثيرون، أطر مغربية تشق طريقها بثبات داخل المغرب وخارجه، وتثبت يومًا بعد آخر أن الكفاءة الوطنية قادرة على المنافسة في أعلى المستويات.
بل تجاوز الأمر حدود الاكتفاء الذاتي، ليدخل المغرب مرحلة تصدير المدربين. فها هو الحسين عموتة، وجمال السلامي، يقودان منتخبات خارج الوطن، ويصنعان الفرح ويحققان أحلام شعوب أخرى، كما هو الحال مع المنتخب الأردني، في صورة مشرقة تعكس قيمة المدرسة التدريبية المغربية.
إنها رسالة واضحة: حين نؤمن بالكفاءة المغربية، فإنها قادرة على صنع المعجزات. فالمغرب لا يملك فقط لاعبين موهوبين، بل أصبح يمتلك عقولًا تدريبية واعية، طموحة، ومؤهلة لكتابة أجمل فصول كرة القدم الوطنية… داخل الوطن وخارجه.




