كشف مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي، في تصريحات شاملة عقب إعلان لائحة الأسود لكأس إفريقيا 2025، عن خلفيات اختياراته التقنية، مؤكدًا أن اللائحة تعكس رؤيته الشخصية ورؤية طاقمه، بعيدًا عن أي ضغوط خارجية أو رغبات جماهيرية، باستثناء حالة واحدة وصفها بـ”المخاطرة المحسوبة” وتتعلق باللاعب حمزة إيغامان.
ومن جهة أخرى فإن الركراكي قد أوضح أنه فضّل عدم عقد ندوة صحافية مطوّلة، رغبةً منه في التركيز سريعًا على التحضيرات للمعسكر الذي سينطلق قريبًا، مضيفًا أنه اعتمد نهجًا مختلفًا قليلًا هذه المرة من أجل تغيير الأجواء، خصوصًا وأن الندوات الصحافية ستكون متواصلة طيلة مجريات البطولة.
وقال الناخب الوطني إن كثرة الكلام لم تكن مهمة بالنسبة له خلال إعلان اللائحة، مشددًا على أن الاختيارات هي اختياراته الخاصة رفقة طاقمه التقني، مضيفًا: “أتمنى ألا نكون قد أغفلنا أي لاعب يستحق التواجد، ونتمنى أن نكون قد حضّرنا أفضل تشكيلة ممكنة من أجل الفوز باللقب.”
و أكد الركراكي أن رؤية المدرب تختلف دائمًا عن رؤية الجمهور، قائلًا: “بالنسبة لنا، هذه اللائحة مثالية. وبالنسبة للآخرين، قد تبدو غير ذلك. لكل واحدٍ اختياراته، ونحن نشتغل بمعايير دقيقة وموضوعية.”
وأضاف المدرب أن الاعتماد على نواة قديمة، بُنيت منذ كأس إفريقيا الأخيرة في ساحل العاج، يُعدّ عنصرًا مهمًا للحفاظ على الاستقرار، إلى جانب المستوى الرياضي الذي يشكّل الأساس في حسم القرارات.
وأشار إلى أن البطولة طويلة وتمتد لمدة شهر تقريبًا، متمنيًا أن يواصل المنتخب المشوار حتى المباراة النهائية، مضيفًا أن “الوقت كسبناه مع لاعبين يعرفون نظام المنتخب وأجواءه وتحدياته.” كما ذكّر بأن المنتخب حقق نتائج مميزة في السنتين الأخيرتين، إذ فاز بـ19 مباراة وتعادل في واحدة فقط.
وعن اختياراته، قال الركراكي إنه لا يرغب في تغيير كل شيء، رغم أهمية الأداء الحالي، لأن الفريق بُني وفق رؤية امتدت لعام ونصف من العمل. وأضاف أنه فضّل النزول بقائمة من 26 لاعبًا فقط، عكس ما كان عليه الأمر سابقًا، لأن الأعداد الكبيرة تُصعّب موازنة المجموعة.
وبخصوص القائمة الاحتياطية، أوضح أن حمزة إيغامان ويوسف بلعمري سيكونان جاهزين عند الحاجة. وتحدّث بإسهاب عن إيغامان قائلًا: “لديه إصابة ومدة غيابه قد تتغير، ورغم ذلك قررتُ المجازفة. سيحضر للقيام بالعلاج، وآمل أن يساعدنا ولو لدقائق. إنها مخاطرة شخصية لأنني أعرف قيمته.”
كما أشار إلى أن المنتخب يضم خمسة لاعبين شباب تتراوح أعمارهم بين 19 و21 عامًا، شارك بعضهم في الأولمبياد وحققوا لقب كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، مؤكدًا أن المشروع الرياضي يمزج بين الحاضر والمستقبل، تحضيرًا كذلك لموعد كأس العالم 2030.
وختم الركراكي تصريحاته برسالة مؤثرة إلى الجماهير المغربية، التي وصفها مرارًا بـ”الأفضل في العالم”، مؤكدًا أنها دائمًا كانت السند الأول للمنتخب في كل الفئات والمنافسات. وأضاف: “نحن نلعب من أجلهم، ومن أجل هذا الوطن. سنبذل المستحيل لنجعلهم فخورين بنا، ونفوز جميعًا… ليس المدرب فقط، ولا اللاعبون فقط، بل كل المغاربة.”




