قليلون يدركون أن منير شويعر كان في فترة من الفترات أحد أبرز نجوم منتخبات فرنسا السنية. اللاعب الذي وُلد وتكوّن داخل كرة القدم الفرنسية، وارتدى قميص الديوك في مختلف الفئات العمرية، كان يُنظر إليه كموهبة صاعدة قادرة على بلوغ المنتخب الأول، وهو الحلم الذي ظل يتشبث به طويلًا ورفض لأجله تمثيل المنتخب المغربي في عهد المدرب هيرفي رونار، كما رفض خيار اللعب لمنتخب موريتانيا المتاح له من جهة والده.
لكن كرة القدم لا تُجامِل أحدًا، فبعد سنوات من الانتظار لم يتحقق حلم الظهور بقميص منتخب فرنسا الأول. ومع مرور الوقت بدأت أسهم اللاعب في التراجع، خصوصًا بعد انتقال غير موفق إلى الدوري التركي، حيث فقد الكثير من بريقه وإيقاعه الفني. ومن هناك، وجد نفسه يخوض تجربة جديدة في الدوري المجري، في محاولة لاستعادة مستواه وإحياء مسيرته التي بدت وكأنها تنطفئ تدريجيًا.
ومع ذلك، كان للقدر كلمة أخرى. العودة إلى الواجهة جاءت من بوابة نهضة بركان، النادي المغربي الذي فتح أمامه فرصة جديدة لإثبات ذاته، والاحتكاك أكثر بالكرة الإفريقية والاقتراب من أعين الجهاز الفني للمنتخب المغربي. ورغم أن كثيرين لم يكونوا على دراية بأن التكوين الحقيقي للشويعر كان فرنسيًا خالصًا، إلا أن اللاعب نفسه بدا أكثر نضجًا وإصرارًا على استعادة مكانته التي ضاعت بين تنقلات غير موفقة وخيارات رياضية لم تخدم مساره.
اليوم، وفي عمر السادسة والعشرين فقط، يقف منير شويعر أمام مفترق طرق جديد. لا يزال يملك متسعًا من الوقت لإحياء مسيرته، والعودة إلى المستوى الذي بشّر به في سنواته الأولى. ومع بيئة أكثر استقرارًا داخل نهضة بركان، ودعمٍ جماهيري ونادٍ يمنحه الثقة، قد تكون هذه المرحلة فرصة ذهبية ليكتب فصلاً جديدًا في مسيرة لاعب عانى كثيرًا بحثًا عن طموحه الأكبر.
منير شويعر… قصة موهبة لم تقل كلمتها الأخيرة بعد.




