خطف الدولي المغربي عثمان ماعمة الأضواء مجددًا بعد ظهوره أساسياً مع واتفورد الانجليزي في مواجهة مثيرة أمام ديربي كاونتي، انتهت بانتصار درامي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بعدما وجد الفريق نفسه متأخرًا بثنائية نظيفة.
و لم تكن مشاركة مجرد دقائق تُضاف إلى سجله، بل شكلت اختبارًا حقيقيًا لقدرة أفضل لاعب شاب في إفريقيا على إقناع مدربه والجماهير بأنه بات جاهزًا لحجز مكان دائم في التشكيلة الأساسية.
ومن جهة أخرى فإن ماعمة قدم خلال الدقائق التي لعبها—قبل خروجه في الدقيقة 81—نسخة أكثر نضجًا من أدائه المعتاد، حيث نجح في التعامل بذكاء مع الضغط العالي، وحاول باستمرار الربط بين الخطوط وصناعة مساحات تُسهِم في تجاوز تمركز الخصم.
ورغم أن الأداء الجماعي لواتفورد في بعض فترات الشوط الأول لم يساعده على إظهار كامل إمكاناته، إلا أن تحركاته، وتمريراته القصيرة، وقدرته على قراءة اللعب، تظل مؤشرات واضحة على تطور اللاعب من الناحية التكتيكية.
التحول الأكبر في المباراة جاء من الدولي المغربي عمران لوزا، الذي أثبت مرة أخرى قيمته داخل الفريق، حيث إن اللاعب أصبح بمثابة نقطة اتزان في وسط الميدان، ونجح في قيادة الانتفاضة بلمساته الحاسمة، لاسيما في الهدف الثالث الذي وقع تحوّلًا كاملًا في سيناريو المواجهة.
تمريرته البديعة التي صنعت هدف الفوز أكدت أن لوزا، رغم فترات التذبذب في مسيرته، لا يزال أحد أكثر لاعبي الوسط المغاربة ذكاءً وتأثيرًا في أوروبا.
انتصار واتفورد لا يختزل فقط في ثلاث نقاط ثمينة، بل يحمل دلالة أعمق مرتبطة بعودة البصمة المغربية في المنافسات الإنجليزية الشرسة. فظهور ماعمة كأساسي يشكل خطوة أولى نحو استعادة بريقه الذي جعله يتوج بجائزة أفضل لاعب شاب في القارة، غير أن النجاح المستقبلي يفرض عليه الاستمرارية والتركيز داخل بيئة تمنحه الوقت والمساحة للنمو بعيدًا عن الضغوط.
أما لوزا، فيبدو وكأنه يوجه رسالتين واضحتين: لمدربه، بأنه يستحق دورًا محوريًا في مشروع واتفورد؛ وللجماهير المغربية، بأنه ما زال قادرًا على تقديم الإضافة لعرين الأسود.
وبين محاولة ماعمة فرض ذاته، وعودة لوزا لتأكيد قيمته، تتجلى الصورة الأجمل: المغرب حاضر بقوة، ويوقّع بأسماء صاعدة ومؤثرة في مباريات تُلعب تفاصيلها على حافة التوتر حتى صافرة النهاية.




