قدم نصير مزراوي لاعب مانشستر يونايتد الانجليزي واحدة من أفضل مبارياته بقميص المنتخب الوطني المغربي، مؤكداً قيمته الفنية وقدرته على صناعة الفارق دفاعاً وهجوماً، فاللاعب كان صلباً في التدخلات، ذكياً في التموضع، ومسانداً فعالاً في البناء الهجومي، ليجبر الجميع على الإشادة بعطائه وانضباطه داخل المستطيل الأخضر.
ورغم الأداء الكبير الذي بصم عليه مزراوي، تبقى مكانة القائد أشرف حكيمي داخل “أسود الأطلس” استثنائية، ليس فقط بجودته العالية وقيمته الهجومية، بل أيضاً بشخصيته القوية ودوره القيادي داخل المجموعة. وفي غياب حكيمي، يشعر المتابعون بأن المنتخب يفقد جزءاً من قوته الهجومية الخالصة، مهما تألق البدلاء.
تجربة مزراوي في الجهة اليسرى، عندما يكون حكيمي حاضراً، أثبتت أنها تُقيّد بعضاً من إمكانياته، رغم إجادته اللعب في أكثر من مركز، حيث إن مركزه الطبيعي كظهير أيمن هو ما يبرز جودته الحقيقية، ويجعله أكثر راحة وانطلاقاً. وفي المقابل، يتوفر المنتخب اليوم على ثلاثي قوي في الجهة اليسرى: أنس صلاح الدين، محمد الكرواني، ويوسف بلعمري، ما يجعل خيار “الترقيع” أو تحويل مزراوي إلى تلك الجهة غير ضروري وغير منطقي.
الأداء اللافت لأنس صلاح الدين في هذا التوقف الدولي تحديداً جعله يكسب نقاطاً مهمة، ويعزز المنافسة في المركز، مما يمنح الناخب الوطني حلولاً جاهزة ومتوازنة دون المساس بأدوار اللاعبين في مواقعهم الأصلية.
مصلحة المنتخب الوطني المغربي تقتضي الاعتماد على أشرف حكيمي أساسياً في مركز الظهير الأيمن، مع بقاء نصير مزراوي بديلاً مباشراً له في نفس المركز، بينما يتولى أحد اللاعبين الثلاثة أنس صلاح الدين، ثم سفيان الكرواني، بالإضافة إلى يوسف بلعمري، قيادة الجهة اليسرى.
هذا الاختيار يضمن التوازن الفني ويحافظ على هوية الفريق، وهو ما يشكل الأولوية القصوى في هذه المرحلة.




