ما يزال ملف انتماء النجم الشاب لامين يامال لاعب برشلونة الإسباني يُثير جدلًا واسعًا بين بعض الصفحات والمنابر الإعلامية، رغم أن الموضوع محسوم قانونيًا وواقعيًا منذ سنوات.
فمع كل توقف دولي يتجدد الحديث عن “رغبة محتملة” لليامال في حمل قميص المنتخب الوطني المغربي، وهو ما يخلق التباسًا لدى فئة من المتابعين الذين يصدقون هذه الروايات دون سند قانوني أو رياضي.
ما وقع لليامال خلال هذا التوقف الدولي أمر طبيعي للغاية، خاصة أن الإعلام الإسباني ـ كما هو معروف ـ يتعامل مع القضايا الرياضية بزاوية الانتماءات والتنافسات الداخلية، فبين الصحافة المدريدية والكتالونية تاريخ طويل من الاختلافات، إذ تترقب كل جهة ما يصدر عن لاعبي الغريم التقليدي، وهو ما يجعل أي غياب أو إصابة مادة جاهزة للتأويل والضجيج.
لكن بعيدًا عن هذه التفاصيل، يبقى الأهم أنّ قضية لامين يامال انتهت فعليًا منذ سنوات. فاللاعب اختار تمثيل المنتخب الإسباني عن قناعة تامة، إدراكًا منه بأن هذا القرار يخدم مساره الرياضي ومستقبله الكروي، وهو اختيار مشروع يحترمه الجميع.
والأهم من ذلك أن القانون الحالي للفيفا واضح وصارم: لا يمكن لأي لاعب خاض ثلاث مباريات رسمية أو أكثر رفقة منتخب ما أن يغيّر جنسيته الرياضية لاحقًا. وبما أن يامال أصبح عنصرًا أساسيًا في المنتخب الإسباني وخاض مباريات رسمية عديدة، فإن إمكانية تمثيله للمغرب منعدمة قانونيًا.
إلى جانب ذلك، فإن اللاعب نفسه لا يخفي تعلقه بالمنتخب الإسباني، وقد أصبح ركيزة مهمة في مشروع “لا روخا”، ما يجعل الحديث عن تغيير انتمائه مجرد شائعات لا تستند إلى منطق أو واقع.
وعليه، فإن استمرار تداول هذه الأخبار لا يخدم سوى خلق ضباب إعلامي بلا قيمة، في وقت يحتاج فيه الجمهور إلى التعاطي مع المعطيات القانونية والرياضية كما هي، بعيدًا عن الأوهام. لقد اختار لامين يامال طريقه وقميصه، واحترام اختياره يظل عنوان الاحترافية والموضوعية.




