من بين الأسماء التي أثارت الكثير من الجدل في السنوات الأخيرة داخل محيط المنتخب الوطني المغربي، يبرز اسم إلياس أخوماش، الجناح الدولي المغربي ولاعب نادي فياريال الإسباني، الذي وُصف منذ بداياته بأنه أحد أبرز خريجي مدرسة برشلونة الشهيرة بـ”لاماسيا”، والمعروفة بصناعة نجوم عالميين.
ومن جهة ثانية فإن المدرب وليد الركراكي بذل مجهودات كبيرة لإقناع أخوماش بتمثيل المنتخب الوطني المغربي بعد فترة من التردد والمد والجزر، حيث سبق له أن حمل ألوان المنتخب المغربي للفتيان قبل أن يختار لاحقًا اللعب لمنتخبات إسبانيا السنية. ومع ذلك، نجح الركراكي في النهاية في استمالته مجددًا ليحمل قميص “الأسود”، وسط آمال كبيرة في أن يكون أحد أعمدة الجيل الجديد للكرة المغربية.
لكن الواقع جاء مختلفًا عن التوقعات. فمنذ انتقاله إلى فياريال قادمًا من برشلونة، لم يتمكن إلياس من تحقيق الاستمرارية المرجوة. تألق في بعض المباريات القليلة، غير أن فترات الظهور الخافت كانت أطول وأكثر تأثيرًا. وجاءت الإصابة التي تعرض لها لتزيد الطين بلة، إذ شكلت نقطة تحول سلبية في مسيرته، وتسببت في تراجع واضح في مستواه الفني والبدني، ما جعله يفقد بريقه الذي لمع في بداياته.
هذا الموسم، يقدم أخوماش حضورًا باهتًا مع الغواصات الصفراء في الدوري الإسباني، بدقائق محدودة وأداء يفتقد إلى الفعالية، الأمر الذي يثير التساؤلات حول مدى جاهزيته ليكون أحد البدائل في تشكيلة المنتخب المغربي خلال كأس إفريقيا للأمم بالمغرب المقبلة.
ورغم ذلك، يظل وليد الركراكي من أكثر المقتنعين بقدرات اللاعب، بدليل استدعائه فور تعافيه من الإصابة، ومنحه فرصة المشاركة في بعض الدقائق خلال المباريات الأخيرة. وقد أظهر خلالها لمحات فنية واعدة، لكنها لم تخلُ من ملاحظات واضحة تتعلق بميوله المفرطة نحو اللعب الفردي، وهي نفس الإشكالية التي يعاني منها مواطنه إلياس بن الصغير.
لا أحد ينكر أن إلياس أخوماش موهبة استثنائية تملك كل المقومات الفنية لتكون إضافة قوية للمنتخب المغربي، غير أن الوقت يمر سريعًا، والمنتخب مقبل على تحدٍ قاري كبير يتطلب نضجًا ومسؤولية أكبر.
الجمهور المغربي ينتظر منه الكثير في نسخة يريد الجميع الفوز بها، وعلى أخوماش أن يبرهن أنه ليس مجرد موهبة واعدة، بل رجل ميدان قادر على رد الجميل لقميص اختاره بقلبه، وأثبت الركراكي إيمانه به قبل الجميع.




