في زحمة نجوم “الكالشيو” الإيطالي، اختفى اسم الدولي المغربي رضا بلحيان عن الأنظار، بعدما كان من بين الأسماء التي بشّر بها النقاد والمحللون بمستقبل باهر في خط وسط الميدان.
اللاعب الذي تألق بشكل لافت مع هيلاس فيرونا، وجد نفسه اليوم حبيس دكة بدلاء نادي لاتسيو في العاصمة روما، بعد انتقالٍ لم يكن في محله حسب كثير من المتتبعين.
بلحيان، الذي اختار القفز سريعاً نحو فريق كبير بحجم لاتسيو، لم يتمكن من فرض نفسه داخل التشكيلة، رغم الموهبة الواضحة التي يمتلكها في الربط بين الخطوط وقراءة اللعب. غير أن بعض الهفوات، إضافة إلى نقص الخبرة، جعلته خارج حسابات المدرب، لينزوي في صمت وسط مدينة روما، بعيداً عن الأضواء التي كانت تسلّط عليه سابقاً.
ومن جهة أخرى فإن القرار المتسرع بالانتقال إلى نادٍ كبير دون المرور عبر مراحل تدريجية من التطور، كان بمثابة السهم الذي أصاب مسيرته في مقتل، فبدلاً من اختيار نادٍ يمنحه دقائق لعب وفرصة لإبراز قدراته، فضّل بلحيان الطريق السريع نحو فريق يحتاج إلى مجهودٍ مضاعف ومنافسة شرسة، ليجد نفسه في النهاية خارج التشكيلة وخارج المنتخب الوطني أيضاً.
أما مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي كان بدوره متحفظاً على اللاعب منذ البداية، ولم يوجّه له الدعوة إلا في مناسبة واحدة، اضطر فيها لذلك، قبل أن يختفي اسمه تماماً من قائمة “الأسود”.
لكن الطرد الشهير الذي تعرض له في إحدى مباريات الدوري الإيطالي فزاد الطين بلة، ليختفي بعدها عن المشهد تماماً، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها اللاعب.
قصة رضا بلحيان تشبه إلى حد كبير ما يعيشه زميله أمير ريتشاردسون مع فيورنتينا، فكلاهما يمتلكان الموهبة، لكن الاندفاع نحو القمم قبل بناء القواعد الصلبة جعلهما يفقدان البريق.
إنها رسالة واضحة لكل اللاعبين الشباب: لا تختصر الطريق نحو القمة، فالتدرج والاختيار الذكي للأندية أهم من بريق الاسم والعائد المالي. فكم من موهبة أحرقتها العجلة، وكم من لاعبٍ صنع المجد بخطواتٍ محسوبة وثابتة.




