يبدو أن انتقال الجناح الدولي المغربي أمين عدلي إلى نادي بورنموث الإنجليزي كان مجازفة غير محسوبة في هذه المرحلة من مسيرته، رغم التدرج المميز الذي طبع مشواره الاحترافي، انطلاقاً من تولوز الفرنسي في “الليغ 1″، مروراً بتألق لافت رفقة باير ليفركوزن الألماني في “البوندسليغا”.
غير أن الظروف التي أحاطت باللاعب خلال الفترة الأخيرة جعلته يعيش مرحلة صعبة على المستويين النفسي والبدني، بعدما تعرض لإصابة قوية الموسم الماضي غيبته لأسابيع طويلة، تلتها صدمة وفاة والدته، وهي عوامل تركت آثاراً واضحة على تركيزه ومستواه داخل الميدان.
و منذ انتقاله إلى بورنموث، خاض عدلي ثماني مباريات فقط بمعدل 211 دقيقة، دون أن ينجح في ترك أي بصمة مؤثرة أو يقدم إشارات إيجابية توحي بقدرته على فرض نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز، المعروف بإيقاعه العالي وضغوطه الكبيرة.
و لا شك أن اللعب في “البريميرليغ” يعد حلماً مشروعاً وطموحاً لأي لاعب، لكنه يتطلب جاهزية نفسية وبدنية استثنائية، وهو ما يفتقده عدلي حالياً. وبالتالي، فإن انتقاله في هذا التوقيت تحديداً بدا وكأنه قفزة غير محسوبة، خاصة مع ابتعاده عن أجواء المنافسة لعدة أشهر.
و تراجع مستواه وتهميشه في بورنموث جعلاه خارج حسابات المدرب وليد الركراكي في اللائحة الأخيرة للمنتخب المغربي، قبل أسابيع فقط من انطلاق كأس إفريقيا للأمم، وهو قرار يبدو منطقياً بالنظر إلى وضعه الفني الراهن، إذ لم يقدم ما يشفع له للبقاء ضمن كتيبة “الأسود”.
و ما يزيد من حسرة هذا الانتقال أن عدلي ضغط على إدارة باير ليفركوزن من أجل السماح له بخوض تجربة إنجليزية، رغم أنه كان يعيش واحدة من أفضل فتراته رفقة الفريق الألماني، خاصة بعد وصول المدرب الهولندي إيريك تين هاغ الذي منحه الثقة وبدأ يعتمد عليه بشكل متزايد.
و في المحصلة، يمكن القول إن انتقال أمين عدلي إلى بورنموث كان قراراً متسرعاً افتقد إلى التقدير الفني والذهني، وإن أراد اللاعب استعادة بريقه ومكانته مع المنتخب المغربي، فعليه أن يستجمع قوته ويعيد بناء نفسه نفسياً وبدنياً قبل فوات الأوان.




