من المؤسف أن يتراجع مستوى لاعب موهوب من طينة إلياس بن الصغير، الذي كان يوماً أحد أبرز الأسماء الشابة في الدوري الفرنسي رفقة نادي موناكو، ومرشحاً ليكون من بين نجوم الجيل القادم في الكرة المغربية.
فبعد انتقاله إلى باير ليفركوزن الألماني، ظنّ الكثيرون أن الجناح المغربي الشاب وجد البيئة المثالية لتفجير طاقاته وتأكيد قيمته، خصوصاً بعد البداية المشجعة التي منحته فيها إدارة ومدرب الفريق فرصة المشاركة أساسياً في عدد من المباريات خلال مطلع الموسم الحالي.
و لكن سرعان ما انقلبت الأمور رأساً على عقب، إذ لم ينجح بن الصغير في استثمار تلك الثقة، وفشل في ترك بصمة حقيقية تجعله ضمن الخيارات الأساسية للمدرب.
و تراجع الأداء وغياب التأثير الهجومي، سواء على مستوى التسجيل أو صناعة الأهداف، جعلا اللاعب حبيس دكة الاحتياط، في وقت بدأ فيه ليفركوزن عملية ترميم شامل لصفوفه بعد رحيل مجموعة من الركائز في الفترة الأخيرة.
والمؤشر الأكثر وضوحاً على ذلك هو فوز الفريق بسداسية كاملة دون أن يكون لإلياس أي حضور يُذكر في تلك العروض القوية، وهو ما يثير القلق بشأن مستقبل موهبة كان يُنتظر منها الكثير.
على الصعيد الدولي، لم يكن وضع بن الصغير أفضل حالاً مع المنتخب الوطني المغربي، إذ بدا أداؤه باهتاً في المباريات الأخيرة، يغلب عليه الطابع الفردي دون حلول جماعية أو فاعلية هجومية واضحة. ورغم ذلك، لا يزال المدرب وليد الركراكي يُصرّ على منحه الثقة، في وقت تمت فيه التضحية بزميله أمين عدلي الذي يعيش بدوره فترة صعبة مع بورنموث الإنجليزي في سيناريو مشابه إلى حدّ كبير.
يبقى الأمل قائماً في أن يستعيد إلياس بن الصغير توهجه الحقيقي، فالإمكانات الكبيرة التي يمتلكها لا تُمحى بسهولة، وما يحتاجه اليوم هو الهدوء، العمل الجاد، والتوازن النفسي ليعود إلى الطريق الصحيح، لأن الكرة المغربية في أمسّ الحاجة إلى لاعبٍ بموهبة استثنائية كالتي أظهرها في بداياته مع موناكو.




