يعيش الجناح الدولي المغربي شمس الدين الطالبي موسمه الأول خارج الدوري البلجيكي في تجربة جديدة مع نادي ساندرلاند الإنجليزي، تجربة لا تخلو من التحديات والصعوبات، لكنها في الوقت نفسه تحمل في طيّاتها مؤشرات إيجابية تُبرز شخصية لاعب طموح لا يعرف الاستسلام.
ساندرلاند، الفريق الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، فاجأ الجميع بأدائه القوي ونتائجه الجيدة التي جعلته الحصان الأسود لمرحلة الذهاب، حيث فرض نفسه بثقة بين كبار الترتيب رغم الإمكانيات المحدودة مقارنة بعمالقة البريميرليغ.
وسط هذا الصراع الشرس، وجد شمس الدين الطالبي نفسه مطالباً بإثبات الذات في واحدة من أقوى البطولات العالمية. البداية كانت مشجعة للغاية، حيث نال اللاعب المغربي دقائق لعب مهمة وقدم مستويات لافتة، قبل أن يعرف حضوره تراجعاً نسبياً في الجولات الأخيرة، إذ أصبح يعتمد عليه المدرب بشكل متقطع.
ورغم ذلك، لم يفقد الطالبي روح المنافسة، إذ واصل الاجتهاد والعمل الجاد في التدريبات، ليؤكد أنه لاعب يملك الطموح والإصرار الكافيين لمقارعة الكبار. وقد ظهر ذلك جلياً حين سجّل هدفاً في مرمى تشيلسي وقدم مردوداً مميزاً أمام آرسنال، في مباراة انتهت بتعادل مثير (2-2) بعد دخوله بديلاً في الدقيقة 64.
تجربة الطالبي في إنجلترا تُعتبر اختباراً حقيقياً لنضجه الفني والنفسي، فالتحدي الأكبر الآن هو الاستمرارية و الحفاظ على الرسمية في ظل منافسة قوية داخل الفريق، خصوصاً وأن المرحلة المقبلة ستعرف استقراراً أكبر في اختيارات المدرب.
وبين الرغبة في البروز والمنافسة على الرسمية، يبقى الطالبي رقماً واعداً في مسار المحترفين المغاربة في أوروبا، وخامّة تستحق المتابعة لما تملكه من موهبة، شجاعة، وطموح لا يلين.




