دخل نادي الرجاء الرياضي في نزاع قانوني متصاعد مع نادي العين الإماراتي، على خلفية انتقال لاعبه الحسين رحيمي إلى الفريق الإماراتي، وسط خلاف حاد حول الوضعية القانونية لعقد اللاعب.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولو نادي العين أن عقد رحيمي مع الرجاء انتهى رسميًا بعد آخر مباراة خاضها الفريق الأخضر أمام شباب المحمدية، ضمن منافسات البطولة الوطنية الاحترافية، تتمسك إدارة الرجاء بتفسير قانوني مغاير.
ويستند الرجاء، في دفاعه عن استمرار العقد، إلى مشاركة اللاعب في كأس التميز، التي تُعدّ منافسة رسمية تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ما يعني قانونيًا، حسب وجهة نظر النادي، أن العقد يبقى ساري المفعول إلى غاية نهاية هذه المسابقة، وليس فقط إلى آخر جولة من الدوري.
أمام هذا التباين القانوني، قرر الفريق الأخضر تصعيد الملف إلى الهيئات المختصة، مستعينًا بمكتب محاماة أوروبي متخصص في قضايا النزاعات الرياضية، من أجل إعداد ملف قانوني متكامل والدفاع عن حقوقه أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). كما لم تستبعد إدارة النادي اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (TAS) إذا ما تعقّدت الأمور أو تأخر الحسم في النزاع.
وأكدت مصادر مطلعة لموقع المغرب سبورت بأن إدارة الرجاء مصمّمة على المضي قدمًا في هذا الملف حتى النهاية، من أجل استرجاع حقوقها المالية والقانونية، لاسيما بعد أن أثّر النزاع على ميزانية النادي وخططه التحضيرية للموسم الجديد.
في المقابل، يصرّ نادي العين الإماراتي على قانونية الصفقة، مشددًا على أنه استوفى جميع الشروط القانونية اللازمة للتعاقد مع الحسين رحيمي، وأن وضعيته القانونية كانت سليمة ومتوافقة مع القوانين الدولية المنظمة لانتقالات اللاعبين.
وكشفت المصادر ذاتها أن نادي العين كان قد عبّر، في مرحلة سابقة، عن رغبته في حل النزاع وديًا، حيث أبدى استعداده لصرف مبلغ مالي قدره 500 مليون سنتيم مغربي (ما يعادل حوالي 500 ألف يورو) لفائدة الرجاء، كتعويض لإنهاء الخلاف.
غير أن هذا المقترح لم يُفعَّل، بعدما تراجع العين عن التزامه بصرف المبلغ، وهو ما أثار موجة غضب داخل أروقة الرجاء، حيث اعتبر مسؤولو النادي هذا التراجع “استخفافًا بحقوق الرجاء”، ودليلاً على غياب الجدية لدى الجانب الإماراتي في الوصول إلى تسوية.
وبين التباين القانوني والتوتر المتصاعد، يُنتظر أن يشهد هذا الملف تطورات جديدة خلال الأسابيع المقبلة، في ظل إصرار الرجاء على الدفاع عن مصالحه، وتمسّك العين بشرعية موقفه.