شهدت المباراة بين المنتخب المغربي ونظيره التونسي تفوقاً واضحاً لأسود الأطلس على المستويين الفني والتكتيكي، حيث بدا الفريق المغربي أكثر جاهزية، تنظيماً، وفاعلية في تنفيذ خطط المدرب وليد الركراكي، مقارنة بمنتخب تونس الذي افتقد للانسجام والحدة، خاصة في الشق الهجومي.
اعتبر ودية منتخب تونس من أفضل المباريات تدبيرا من المدرب وليد الركراكي و حتى اللاعبين رغم أن اغلبهم عانى من الإرهاق بسبب نهاية الموسم و التفكير في الميركاتو الصيفي المقبل، بحيث وليد جرب العديد من الخطط و اللاعبين قدموا المطلوب بالقتالية و اللعب الفرجوي.
في الشوط الأول لعب وليد الركراكي على النصيري بشكل كبير و خاصة الكرات الطويلة و حاول أكثر من مرة دون أن ينجح في ذلك، عكس الشوط الثاني الذي لعب أكثر على الاختراق و الدخول من العمق الأمر الذي أربك منتخب تونس و جعله يقع في المحظور.
التغييرات التي قام بها الركراكي كانت ذكية، حافظت على النسق التصاعدي للأداء، بعكس التغييرات التونسية التي لم تُغير شيئاً في ديناميكية اللعب، كما المغرب بدا متفوقاً بدنياً أيضاً، إذ حافظ لاعبوه على نفس الإيقاع حتى الدقائق الأخيرة، ما يعكس جودة التحضير واللياقة العالية.
ختاماً، المنتخب المغربي لم يربح فقط نتيجة المباراة، بل فرض أسلوبه وأكد الفارق الحالي بينه وبين المنتخبات المغاربية، سواء من حيث الخيارات البشرية أو الجاهزية الذهنية والخططية. تونس، في المقابل، بحاجة لإعادة بناء شاملة، تبدأ من تحديد فلسفة واضحة للعب، وتنتهي بتحسين الانضباط الجماعي.