سبق وأن تحدثت عن تألق الدولي المغربي عبد الصمد الزلزولي مع فريقه ريال بيتيس الإسباني وقلت بالحرف إن اللاعب من الممكن جدا بأنه تجاوز الأخطاء التي وقع فيها من قبل، وفتح صفحة جديدة مع النادي الأندلسي عنوانها الأبرز التألق ولا شيء غير ذلك، مستحضرا ما قدمه مع المنتخب الوطني المغربي الأولمبي في أولمبياد باريس 2024 و البداية الجيدة التي بصم عليها في الليغا الإسبانية، لكن الأمور مؤخرا لم تعد كما كانت أو كما توقعت على الأقل.
لا يمكن أن نقلل من قيمة الزلزولي الفنية ولا حتى البدنية، لاعب جيد جدا بمقومات عالية، لكن ما ينقصه غياب الثبات، و الاستقرار في الأداء، وهذه خاصية تغيب عن أغلب اللاعبين المغاربة الذين يتألقون ثم يتراجعون، وبعدها تبدأ المشاكل و الأزمات لتكون النهاية على غير المتوقع.
إمكانيات الزلزولي التي يظهرها في العديد من المباريات، تعطيك بأن اللاعب واحد من اللاعبين الذين سيكون لهم الشأن الكبير في المستقبل القريب، خاصة وأنه تلقى تكوينا في لاماسيا برشلونة، واحدة من أفضل الأكاديميات في العالم ،لكن في المقابل فبعض المباريات تشك في إمكانياته وترى فيه لاعبا هاويا يجري وراء الكرة بدون هدف، ثم تشكك في تكوينه وتلوم من منحه الفرصة، حتى إن البعض لا يلوم وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي على استبعاده احيانا وينتفض لمجرد محاولة عدم دعوة لاعب يلعب في مستوى أقل منه بكثير.
في حكمي على الزلزولي، أقول _وهذا رأيي_ عبد الصمد لاعب جيد جدا ويحتاج فقط إلى التأطير لأن عقلية اللاعب المغربي مهما احترف تبق مغربية، وتحتاج دوما لمن يقومها و ينبهها، وهذا ما حصل في الصيف الأخير عندما وجد اللاعب نفسه قريبا من مغادرة فريقه و الانتقال إلى دوري سعودي سيقتل كل أحلامه، لذلك فقد اشتغل على نفسه كثيرا، وأعد للأولمبياد، الأمر الذي جعله يبصم على بداية موسم أكثر من رائع حقيقة مع بيتيس، دون أن ننسى حضوره القوي مع المنتخب الوطني المغربي في المباريات الأخيرة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب.
حضور ضعيف من الدولي المغربي مع فريقه ريال بيتيس الإسباني في 29 مباراة في جميع المسابقات، مع تسجيل فقط 9مساهمات، ما يؤكد تراجعه بشكل رهيب، لأن هذه الأرقام تبق جد عادية ان لم نقل ضعيفة لجناح هجومي دولي يلعب عامه الثالث في الليغا الإسبانية.
هذا الحضور الضعيف دون الحديث عن فقدان الرسمية في المباريات الأخيرة في بيتيس قد يكلفه فقدان مكان له في المنتخب الوطني المغربي، لكن عنصر المفاجأة يبق واردا عند الزلزولي فقد يعود أقوى، لأن مشكلته الأساس هي عنصر “عدم الاستقرار” في الأداء.
