انطلق العد التنازلي لمنافسات كأس العالم للأندية التي ستنظم في عدة مدن بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة بين 15 يونيو 13 يوليوز 2025، بمشاركة الوداد الرياضي الذي أوقعته القرعة في المجموعة السابعة إلى جانب مانشستر سيتي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي.
ويشارك الوداد في البطولة العالمية للمرة الثالثة على مدار تاريخه، بعد المشاركة في نسختي 2017 و2022، إذ تأهل الفريق الأحمر إلى مونديال الأندية بعد الفوز بدوري أبطال أفريقيا 2021-2022.
كما ستبحث كتيبة المدرب الجنوب إفريقي، رولاني موكوينا، عن تحقيق الفوز الأول في كأس العالم للأندية في تاريخه، حيث ودع من الدور الأول في البطولة خلال المشاركتين السابقتين، بعد خسارة مباراتين في 2017 ومباراة واحدة بركلات الترجيح من الهلال في 2022.
وتعد مشاركة الوداد، كممثل وحيد للكرة المغربية، في هذا المحفل العالمي، الذي يعرف مشاركة 32 ناديا من الصفوة، فرصة استثنائية للنادي الأحمر لتحقيق مكاسب رياضية واقتصادية وتسويقية وإشهارية، وتعزيز مكانة واسم النادي على خريطة العالم الكروي.
أرباح اقتصادية ضخمة
على الصعيد الاقتصادي والمالي، سيضمن نادي الوداد الرياضي عائدات مباشرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد ضمان المشاركة في مونديال الأندية، فضلا عن إمكانية زيادة هذه المكاسب حسب ترتيبه النهائي في البطولة، إضافة إلى زيادة مداخيل بيع التذاكر نتيجة الحضور الجماهيري الكبير المتوقع، خاصة مع وجود جالية مغربية وعربية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الصدد، يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم حاليا على تحديد الجوائز المالية للأندية المشاركة في البطولة خاصة بعد الإعلان عن الناقل الرسمي للمباريات، وسط ضغوط من رابطة الأندية الأوروبية للحصول على أكبر حصة من الجوائز المالية على اعتبار أنها أكثر الجهات الجاذبة للرعاة التجاريين.
وذكرت تقارير إعلامية أن “الأموال التي سيحصل عليها كل فريق مشارك في كأس العالم للأندية هو الملف الأكثر سرية بالنسبة للفيفا، حيث يعمل الرئيس جياني إنفانتينو على تمويل البطولة عبر عقد اتفاقيات وعقود مهمة للغاية مع علامات تجارية عملاقة”.
أما بقية الدعم المالي، حسب المصادر ذاتها، فسيكون من الجهة التي حصلت على حقوق البث التلفزيوني لكأس العالم للأندية وهي منصة “دازن” (DAZN) التي تملك القوة والانتشار والجودة اللازمة لتغطية البطولة بأحسن طريقة ممكنة”، إذ بلغت قيمة العقد التلفزيوني الموقع بين فيفا و”دازن” إلى حدود مليار يورو.
وفي الوقت الذي لم يعلن فيه “الفيفا” بشكل رسمي، لحدود الساعة، عن الأرقام والمكاسب التي ستجنيها الأندية من هذا المونديال، فإن موقع (Sports Illustrated) الأميركي أكد أن قيمة الجوائز المالية لكأس العالم للأندية تصل إلى 2.65 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر البطولات ربحية في عالم كرة القدم.
ويطمح إنفانتينيو في منح 50 مليون يورو لكل ناد لمجرد المشاركة في البطولة، كما أن هناك مكافآت إضافية تعتمد على النتائج، على أن يحصل الفريق المتوج بالبطولة على 100 مليون دولار، غير أن صحيفتي “أس” الإسبانية والموقع الأميركي اتفقا على أن هذه الأرقام ليست رسمية بعد، والتقديرات تشير إلى أن الأرقام المتداولة أقل من ذلك.
مكاسب رياضية وتسويقية
ستتيح مشاركة الوداد الرياضي في كأس العالم للأندية فرصا لعقد شراكات جديدة مع شركات دولية، إلى جانب رفع القيمة التسويقية للعلامة التجارية للنادي، مما قد يفتح الباب أمام صفقات رعاية مربحة، بالإضافة إلى ذلك، ستسهم البطولة في رفع قيمة لاعبي الفريق في سوق الانتقالات، إذ تتيح لهم فرصة عرض إمكانياتهم على منصات عالمية.
ومن الجانب التسويقي، تتيح هذه المشاركة للوداد تعزيز حضوره الدولي وانتشار اسمه في سوق كبير كالسوق الأمريكية، حيث يمكن للنادي بيع قمصانه ومنتجاته لجمهور جديد ومتعدد الثقافات، كما أن البطولة توفر منصة لتعزيز علاقات النادي مع مستثمرين محتملين، سواء كانوا من داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
ومن المنتظر أن يساهم هذا المحفل العالمي في زيادة القاعدة الجماهيرية، حيث يمكن للنادي أن يستقطب مشجعين جدد من الجاليات المغربية والعربية المقيمة في أمريكا، فضلاً عن جذب اهتمام الأمريكيين المتزايد بكرة القدم.
وعلى الصعيد الرياضي، تمثل البطولة فرصة لمواجهة أندية عالمية ذات مستوى عالٍ، من قبيل مانشستر سيتي ويوفنتوس وهو ما يرفع من كفاءة اللاعبين ويمنحهم خبرة اللعب في منافسات دولية تحت ضغط عالٍ وأمام جماهير متنوعة.
كما أن المشاركة في بطولة بهذا الحجم تجعل النادي أكثر جذباً للاعبين الدوليين الذين يرغبون في الانضمام لفريق يمكنه المنافسة على الساحة العالمية، علاوة على ذلك، تعزز البطولة سمعة النادي كأحد أبرز الأندية الإفريقية والعربية، ما يدعم مكانته كوجهة مفضلة للمواهب وتحسن من تصنيفه الدولي بين الأندية.
كما يُعد تمثيل الوداد للمغرب في بطولة عالمية فرصة لتعزيز مكانة البلاد كقوة رياضية على الصعيدين الإفريقي والدولي، حيث يسهم في الترويج للثقافة المغربية من خلال التغطية الإعلامية العالمية، فضلا أنها فرصة للترويج للسياحة المغربية، وتأكيدا على المكانة الكروية للمملكة بعد إنجاز مونديال قطر 2022.
مكونات الوداد ومواجهة كبار العالم
رغم صعوبة القرعة التي وضعت الوداد في المجموعة السابعة إلى جانب مانشستر سيتي ويوفنتوس والعين الإماراتي، فقد عبرت مكونات الوداد الرياضي عن سعادتها البالغة وفخرها بمواجهة كبار أندية العالم.
وفي هذا الصدد، اعتبر الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، مدرب الوداد الرياضي، أن قرعة كأس العالم للأندية “جيدة بالرغم من تواجد فرق قوية في مجموعته”، مؤكدا أن القرعة أوقعت الفريق الأحمر في مجموعة جيدة أمام كبار الأندية العالمية الذين يلعبون بطريقة متميزة وأن الوداد سيبحث عن تحقيق انتصاره الأول في منافسات كأس العالم للأندية.
وقال موكوينا، في تصريح للقناة الرسمية لفريق الوداد على “يوتيوب”: “سنلعب مع فرق رائعة كمانشستر سيتي الإنجليزي العريق، ويوفنتوس الإيطالي الذي يلعب بالطريقة نفسها تقريبا، إلى جانب العين الإماراتي بطل آسيا. عندما تلعب في مجموعة كهاته فأنت لست خاسرا بالطبع، علينا الفوز في مباراة على الأقل لأن المشاركات السابقة لم نفز ولا في مباراة منها، وسنرى ما سيحدث”.
وتابع: “في حال عدم التأهل إلى دور ما بعد المجموعات، فإننا سنستفيد من تجربة هذه الفرق القوية كالسيتي ويوفنتوس، وذلك ما سيمنح الفريق قوة كبيرة في المواسم المقبلة، إنه تحد قوي، سنحاول إيجاد طريقة لعب خاصة بنا، هي تقريبا الطريقة نفسها التي يلعب بها مانشستر سيتي. لذا، ستكون لدينا مباريات جيدة وعلينا أن نثق في قدراتنا، وهي فرصة جيدة لوضع الوداد في خريطة العالم”.
في السياق ذاته، أكد هشام آيت منا رئيس الوداد، فخره الشديد كون فريقه أحد أطراف هذه المسابقة، مبرزا أن الوداد يحمل على عاتقه مسؤولية تمثيل الكرة المغربية والأفريقية، وكتابة شهادة ميلاد جديدة بتوقيع أمريكي هذه المرة”، وفق تعبيره.