ماذا حدث لعبد الصمد الزلزولي؟
لم يكن أشد المتفائلين ينتظر ظهور الدولي المغربي عبد الصمد الزلزولي بهذا المستوى الجيد في الدوري الإسباني هذا الموسم مع فريقه ريال بيتيس الإسباني و المنتخب المغربي، وهو الذي ظل نصف موسم خارج التنافسية و غير مرغوب فيه من طرف مدرب الأخضر بيليغريني، فاللاعب تحول من لاعب يلعب لنفسه وبطريقة سلبية مستفزة إلى أحد أهم عناصر بيتيس و أكثرهم تأثيرا في الفريق، برسمية لا تناقش و تنافسية عالية جدا.
مع نهاية الموسم الماضي حصل للاعب نوع من الاستفزاز، بعدما تحول من المطلوب رقم واحد من أندية إنجليزية و إسبانية إلى لاعب ترغب أندية الخليج و الدوري السعودي في التعاقد معه، الأمر الذي رفضه رفضا مطلقا، وقرر في مقابل ذلك عدم مغادرة الفريق الأخضر و القتال من أجل مكان له مع النادي في الموسم الجديد، الأمر بدا وكأنه الحمق بعينه، إلا أنه كان واثقا من نفسه وعمل طيلة الصيف بدون توقف، ولا استراحة، ورفع من منسوب اللياقة البدنية.
من حسن حظ الزلزولي إنه صادف أولمبياد باريس 2024 والتي شارك فيها مع المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، ومن حسن حظه إنه تواجد في فترة مدربين يعرفون ما هو تقني أكثر، وثق به طارق السكتيوي موجها له دعوة الحضور بالرغم من الغضب الجماهيري الذي رافق القرار، وكانت هذه الخطوة بمثابة قبلة الحياة التي اعادت الزلزولي للواجهة من جديد، بعدما تألق في العديد من المباريات وسجل أهدافا جميلة، غيرت معها قرار إدارة ناديه و فرضت على مدربه بليغريني منحه فرصة اللعب من جديد.
الملاحظ بعد الأولمبياد ان طريقة لعب عبد الصمد الزلزولي أصبحت جماعية وفعالة، أي إنه يلعب للمجموعة بعيدا عن الأنانية و الذاتية، ما أعطاه فرص التسجيل أكثر سواء مع المنتخب الوطني المغربي أو ريال بيتيس الإسباني، وهذا ما كان ينقصه، لأن اللاعب يملك مقومات تقنية عالية جدا.
ورغم خروجه من تشكيل المنتخب الوطني المغربي في الفترة الأخيرة، إلا أن وليد الركراكي ظل دائم التواصل مع اللاعب وكان حاسما أيضا في تواجده مع الأولمبي المغربي، الأمر الذي جعله يعود بقوة لعرين أسود الأطلس و يحصل على الرسمية في المباريات الأخيرة، هذا المعطى سيزيد من حدة المنافسة بين الأجنحة و سيمنح المدرب خيارات كثيرة في الخط الأمامي و بجودة عالية.