جمال حركاس “النقطة التي أفاضت الكأس في المنتخب بعد قرار وليد الركراكي”

صراحة البارحة استغربت كثيرا لما قرأت مقال مطول لاعلامي مغربي معروف ينتقد فيه المدافع جمال حركاس مدافع الوداد الرياضي و المنتخب الوطني المغربي، مؤكدًا بأن الأخير قام بأخطاء قاتلة ولا يستحق حمل قميص المنتخب الوطني المغربي وربما وليد الركراكي وجه له الدعوة لأنه يلعب في الوداد الرياضي.
مثل هذه الأمور مقبولة ومنطقية عندما تكون بين الجماهير، فهذا اللاعب اي حركاس لما كان بالرجاء كانت جماهير الفريق الأخضر تطالب بتواجده مع المنتخب الوطني المغربي ولكن بمجرد ما أن إنتقل إلى الوداد الرياضي حتى أصبح لا يستحق والعكس صحيح بالنسبة لجماهير الوداد الرياضي لما كان لاعبا في الرجاء.
هذه الأمور مقبولة وهي سنة كرة القدم في التشجيع لأن العاطفة تغلب، لكن ان تصدر من إعلامي متخصص في الكرة فهذا الأمر فظيع، ولا يدل على أن يكون صاحبه ذو نظرة تقنية جيدة ويفهم كرة القدم كما يجب، وليس مخول له ان يعطي رأيه في هذا الأمر ما دام لم يكن لاعبا سابقا ولا مدربا ولا تقنيا.
الشخص نفسه عادة ما ينتقد وليد الركراكي ومعه الكثير من الإعلاميين، لعدم الاهتمام بلاعبي البطولة المغربية، وما إن ينادي على أحدهم حتى ينتقدون ذلك ويظهرون “الفهامات الخاوية” ،خاصة إذا ما وقع اللاعب في هفوة أو سقط في أخطاء ما.
انا لا ادافع هنا عن حركاس ولا بلعمري ولا اي لاعب من البطولة أو غيرها، لكني احترم قرارت المدرب لأنه المسؤول الأول والثاني والثالث والرابع عن اختياراته، عند الفشل و النجاح، ولست اجري وراء خلق البوز بين جماهير الدار البيضاء لكي أحقق مكاسب ذاتية، يجب أن تترك الأمور لأهل الاختصاص لأن الجماهير مهما حاولت لن تتخلص من العاطفة التي تلوم وليد الركراكي على الوقوع فيها ولن تكون موضوعية، وفي “الشدان” بين الجماهير متعة التشجيع ما لم يخرج ذلك عن سياقه الرياضي، فكرة القدم مجرد لعبة وليست حربا.
فعوض أن نشجع أبناء البطولة المغربية رغم قلتهم، عادة ما نساهم في زيادة فشلهم ثم نلوم المدرب على عدم الاعتماد عليهم، ونلومهم عندما لا يقدمون ما كان منتظرا منهم.
الإعلامي مهما كان انتمائه يجب على الأقل أن يحاول أن يكون موضوعي بعيدا عن خلق البوز و الفتنة بين الجماهير، لأن المفروض ان يكون طرفا في إظهار الجوانب الإيجابية في الكرة و يرسخ ثقافة الروح الرياضية، و الانتقادات تترك لأصحابها من ذوي الخبرات الطويلة و الصولات و الجولات في الملاعب.