السكيتوي: مدرب الفرجة و الألقاب
لا يختلف إثنان في كون المدرب طارق السكيتوي خريج مدرسة المغرب الفاسي، يملك إمكانيات كبيرة و قادم بقوة في عالم التدريب رغم حداثة تواجده في هذا الميدان الذي كان يعج بالأطر الأجنبية في المنتخبات و الدوري المغربي، حيث يمثل طفرة نوعية لجيل من المدربين المغاربة الشباب، خاصة جيل كأس الأمم الأفريقية تونس 2004، و الأسماء كثيرة في الدوري الفرنسي و الألماني و المغربي.
ولج السكتيوي عالم التدريب وهو في ريعان شبابه، لايزال يداعب الكرة كلاعب لفظه الخليج ليكمل ماتبقى من مساره رفقة فريقه الأم الماص ومنها تعاقده مع نادي المغرب الفاسي ثم وداد فاس الذي كان بمثابة نقطة تحول نحو عالم التدريب من اوسع أبوابه بدءا بالفئات الصغرى بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، كمؤطر وعلى يده تخرج العديد من اللاعبين ولعل تصريح نايف اكرد في حقه إبان مروره بالأكاديميه لأكبر دليل على أن السكيتوي يحضى بقبول من طرف كافة اللاعبين لما يتوفر عليه من مؤهلات وكاريزما قادرة على استثمار النجاح مع تراكم التجارب بالأندية الأوروبية التي لعب لها.
ومن أكاديمية محمد السادس عرج على مختلف الأندية وكانت البداية بوداد فاس والمغرب الفاسي في مناسبتين احداهما توج مع النمور بكأس العرش والمغرب التطواني ونهضة بركان الذي حقق معها لقبين أحدهما كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، واتحاد تواركة الذي جعله أحد الأندية القوية في الدوري المغربي الموسم الماضي، إضافة إلى تجربة غير موفقة بنادي الإمارات الإماراتي كل هذه التجارب أبان فيها هذا المدرب على كعبه وحقق نتائج جيدة بها باستثناء تجربة الإمارات التي كانت كارثية.
وخلال توليه مسؤولية تدريب الأولمبيين في فبراير الماضي وهو الذي لم يكن ليتوقعه أحد، خاصة بعد الانتقادات التي كانت تحوم حول سلفه عصام الشرعي، لكن تعيينه شكل مفاجأة لجل المتابعين ومازاد من ذلك صمته وابتعاده عن الكاميرا بالإضافة إلى اللخبطة و عدم وضوح الرؤية في استعدادات الأولمبيين والنتائج المتواضعة قبل العرس الأولمبي، لذا فإن أكبر المتفائلين كانوا يضعون أيديهم على صدورهم وينتظرون انتكاسة جديدة في الطريق، ليس ظنا في قيمة التركيبة البشرية المتوفرة ولكن في الصورة الذي بات عليها الأولمبي المغربي مباشرة بعد نهائيات الكان والفوضى في الإعداد وتكليف السكيتوي في ظروف جد صعبة .
لكن السكيتوي كذب كل التكهنات وكان قريب جدا من احداث مفاجأة كبيرة بالحصول على الذهب لولا بعض الحظ وبعض الجزئيات ولكن رغم ذلك فإن لمسته ظهرت بوضوح خاصة في مباراة مصر و أمريكا والعراق طبعا ساعده في ذلك جيل ذهبي الذي ترجم خططه على الميدان رغم بعض الأخطاء، وهذا أمر وارد في كرة القدم.
حصول الأولمبيين على البرونزية رفقة الإطار طارق السكيتوي هو إنجاز ينضاف إلى تاريخه الكروي الذي يحمل في خزائنه إنجازات جيدة طبعت سنواته الأولى القليلة في عالم التدريب، معلنا بذلك للجميع على أنه قادم بقوة نحو عالم التدريب وأنه سيحصد لا محالة المزيد في القادم مع الجيل الحالي من المدربين الشباب.
مدرب كفئ رغم الهالة الإعلامية المحسوبة التي اتهمته بالحجر و إنه تحت الوصاية الركراكية، لكنه برهن في كل فرصة على انه مدرب يسعى إلى النجاح بعيدا عن الضغط الممارس عليه، يواجه الضغوطات بعدم الرد عليها و الجواب يكون بالفعل على أرضية الميدان.
مدرب يتضح من خلال تكتيكه على إنه من هواة الفكر الانشيلوتي في تنويم الخصم قبل إغراقه بالهجمات و عدم تضييع الفرص والتعامل مع المباريات بنوع من المكر الخادع خاصة في المباريات الإعدادية التي كلها كانت باهتة وهو تكتيك يدخل في إطار التنويم .
كما أن مساره الكروي الذي تألق فيه مع العديد من الأندية الأوروبية ساعده في ذلك كثيراً، فقد بدأه مساره بالمغرب الفاسي الماص لينتقل إلى الدوري الهولندي والبرتغالي خاصة تجربته في نادي بورتو الذي تألق معه كثيرآ، خاصة في مباريات العصبة ولعل الهدف المارادوني الذي لايزال شاهدا على ذلك، كما تنقل بين سويسرا وفرنسا والإمارات، قبل العودة إلى المغرب.
مستويات عالية من النجاح راكمها كلاعب رفقة المنتخب الوطني بمختلف فئاته خاصة فئة الشبان مع المدرب رشيد الطاوسي، حيث كان نجم دورة 97 التي فاز بها الأشبال، وبعدها الأولمبين والكبار.
عبدو لزعر