بعد الحديث عن إنجاز شافي ألونسو التاريخي مع باير ليفركوزن الألماني، و الفوز بالدوري الألماني لأول مره في تاريخ النادي، وصادف ذلك تواجد الدولي المغربي أمين عدلي ، جاء الدور هذه المرة على البرازيلي_الإيطالي تياغو موتا، أحد أبرز اللاعبين الذين عاصرناهم وتابعناهم في الدوريات الأوروبية الكبيرة، خاصة فترة إنتر ميلان الإيطالي المشرقة والتي كان فيها واحدا من أهم اللاعبين و أبرزهم، توج حينها الأزرق بخماسية أبرزها دوري أبطال أوروبا في العام 2010 مع المدرب البرتغالي الكبير جوزيف مورينهو.
تياغو يقود بولونيا الإيطالي بعد سنوات من التواضع و المشاكل و سوء النتائج في الدوري الإيطالي، للتواجد مع الكبار وتقود تحدي لعب دوري أبطال أوروبا في نسخه الجديدة العام المقبل، في موسم أكثر من رائع حقيقة، مقارنة مع أندية ثلاثي المقدمة و الفرق العريقة التي تتواجد خلف بولونيا، فإن النادي هو الأضعف من الناحية المالية وحتى من ناحية التعاقدات مع اللاعبين، لكن عمل المدرب و اعتماده على اقتناص العديد من المواهب و الصفقات المميزة ذات الجودة العالية و التكلفة المتواضعة، خلق لنا فريقا لا يقهر صراحة، تابعته هذا الموسم في أكثر من مباراة و أكاد أجزم بأنه الأفضل من ناحية اللعب في الكالتشيو الإيطالي.
من المؤكد بأن تواجد الدولي المغربي أسامة العزوزي مع الفريق الإيطالي ليس وليد الصدفة، بل هو عمل مثقن من وراءه مدرب يعرف كيفية الوصول إلى المواهب الواعدة و التعاقد معها، كما إن اللاعب محظوظ أيضا بتواجده مع هذا المدرب الشاب و الجيل الرائع الذي لن تنساه الجماهير طويلا، خاصة إذا ما واصل على النهج نفسه في المسابقات الأوروبية الموسم القادم.
ومن جهة أخرى فإن الدولي المغربي العزوزي مطالب بمضاعفة العمل لتحقيق التواجد في المباريات القادمة مع الفريق الإيطالي وكسب ثقة المدرب في الاعتماد عليه، خاصة وأن الفريق سيصبح مطالبا الموسم القادم بالاعتماد على أكبر عدد من اللاعب بالنظر لتعدد الواجهات التي سيلعب عليها.
تياغو موتا البرازيلي الإيطالي الذي لعب مع الصامبا و الادزوري، مع برشلونة و أتليتكو مدريد الإسباني ثم إنتر ميلان و باريس سان جيرمان الفرنسي، بكل تأكيد يزكي ثورة الفكر الشبابي بين المدربين في السنوات الأخيرة، ويؤكد كذلك أحقية المدرب الشاب في قيادة أندية كبيرة دون مركب نقص، بل وتحقيق نتائج قد تفوق التطلعات و الأمثلة كثيرة.
إن نجاح اي مدرب مع أي نادي ليس وليد الصدفة، بل نتيجة تكوين مستمر ودراسة وتطوير الذات بعيدا عن العمل من أجل العمل أو حمل صفة مدرب كما يفعل كثيرون، فالمدرب يحتاج إلى التحصيل مهما كانت مسيرته الكروية و الأندية التي لعب فيها، وهذا ما يفتقده أغلب المدربين في المغرب والعالم العربي تحديدا.
وإذا كان موتا و ألونسو و ارتينتا و ناغليسمان و ايمري قد أكدوا فعلا احقيتهم في قيادة هذه الأندية و تحقيق أماني جماهيرهم، فإن التنويه أيضا تستحقه حتى الأندية التي منحتهم فرص التواجد على رأس العارضة التقنية، ووفرت لهم ظروف العمل.