قرار التغيير من أجل التغيير.. ديدي ديشان مقابل وليد الركراكي

قرار التغيير من أجل التغيير.. ديدي ديشان مقابل وليد الركراكي
عبد اللطيف ضمير

لم يشهد المنتخب الوطني معنى الإستقرار التقني أبدا، فعند كل اخفاق يتم التضحية بالمدرب و التعاقد مع مدرب آخر، إلا أن النتائج لا تتغير، قد تتحسن نوعا ما لكن الأهم لا يتحقق، لا يتوج المغرب بكأس الأمم الأفريقية رغم ما يتوفر عليه من موارد مالية كبيرة ونجوم يلعبون على أعلى مستوى في مختلف دوريات العالم، لقب وحيد يعود إلى العام 1976، وسنوات من الاخفاق المتوالي.

إن تعاقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع أي مدرب عالمي أو ذو سيرة ذاتية كبيرة لن يجد نفعا، ولن يحقق المراد مهما امتلك الأسود من لاعبين، وخاصة مع الجيل الحالي الذي وصل لنصف نهائي كأس العالم قطر، ما لم يكن هناك استقرار فني مع المدرب وليد الركراكي وحمايته من الحملات المغرضة التي تريد الإطاحة به لغاية في نفس يعقوب، أما العودة إلى العادة القديمة وحب تغيير المدربين من أجل إسكات أصوات الجماهير فلن تأت بنتائج تذكر، خاصة وأن المدرب يحضى بدعم كبير من اللاعبين المؤثرين و الجدد، ومن المجازفة التخلي عنه في الوقت الحالي، قبل أشهر من كأس الأمم الأفريقية القادمة في المغرب والتي نعول على الفوز بها.

لم تكن فرنسا لتنجح لولا الاستمرار في الاعتماد على نفس المدرب ووضع هدف محدد، وهو الفوز بكأس العالم و إعادة المنتخب لقوته بعد سقوطه المدوي في جوهانسبورغ 2010، لذلك فإن الاتحاد الفرنسي راهن على ابن البلد ديدي ديشان، وكان له ما أراد من نتائج ربما فاقت كل التوقعات على المستوى الأوروبي أو العالمي، فمنتخب الديكة يتسيد العالم، و المرشح الأول للفوز بكأس أوروبا القادمة في ألمانيا.

قبل أن يدخل الفرنسي ديدي ديشان لقيادة منتخب ديكة فرنسا، تواجد على طاولة المدربين الذين فاوضتهم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لخلافة المدرب البلجيكي المثير للجدل إيريك غيرتيس، وكان أحد أبرز الأسماء التي يتوقع أن تقود المنتخب المغربي في ذلك الوقت، حينها كان مدربا لفريق مارسيليا الفرنسي، لكن الأمور فشلت وتم التعاقد مع بادو الزاكي، وبعده استقدم الفرنسي الاخر هيرفي رونار و البوسني وحيد حليلوزيتش والذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية، لكن التتويج جانبنا ولم يتحقق إلا حضور مونديالي بروسيا و آخر بقطر، مع نكبات متوالية بكأس إفريقيا.
خرجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بخفي حنين من مفاوضات ديشان، ليعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن التعاقد مع متوسط ميدان نادي تشيلسي السابق، و المهمة إخراج الديكة من أزمة جنوب أفريقيا الشهيرة، ومعانقة كأس العالم الذي ضاع أمام الطاليان، و البداية من مونديال بالبرازيل 2014، وأمام المدرب عامين من أجل التخلص من الإرث الثقيل وإعداد منتخب قوي وقادر على الصعود من جديد لمجد التتويجات.
الفرنسي في سنواته الأولى لم يكن موفقا، حيث وصلت فرنسا لربع نهائي كأس العالم 2014، وهي نتيجة غير مرضية بالمرة بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الاتحاد الفرنسي وحجم النجوم الذين يتوفر عليهم منتخب الديكة، فعندما نقول فرنسا فإنه منتخب مرشح فوق العادة وليس منتخبا يتوقع أن يخلق الحدث، وبعدها خسر نهائي يورو 2016، أمام البرتغال، ومع ذلك مدد الاتحاد مقامه، رغم كل هذه الاخفاقات، ولم يتم التخلي عنه بحجة من الحجج و تعويضه بمدرب آخر.
بعدها سيبتسم الحظ لديشان وبدأت بوادر العمل تظهر، حين قاد فرنسا للفوز بكأس العالم 2018 بروسيا وإلى نهائي 2022 في قطر التي خسرتها أمام الأرجنتين، ثم طالب بالخروج وتم تمديد عقده حتى مونديال 2026، حيث سيقود الديوك مرة ثانية في كأس أوروبا بألمانيا و كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية.

في المغرب يتم التخلي عن المدرب عند أول اخفاق، حتى ولو كان ذلك خسارة في مباراة ودية، ويتم التعاقد مع آخر دون هدف أو مشروع لتتحقق النتائج نفسها وتستمر الاخفاقات وتتمنع عنا كأس الأمم الإفريقية، لأننا نحب التغيير من أجل التغيير وكفى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
  • اكوز احمد 5 أبريل 2024 - 8:42

    جميل، هذا هو عين العقل والصواب

error: المحتوى محمي من النسخ !!