10:18
تركت زيارة فريق ريال مدريد الإسباني لملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية باريس غصة في حلق المنتمين لفريق باريس سان جيرمان بعد انتهاء مباراة الجولة الثالثة مساء أول أمس الأربعاء بالتعادل السلبي.
كما فتحت تلك المباراة جدلا واسعا حول الحالة الفنية لنجم الفريق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وإبقاء المبتكر وصانع ألعاب الفريق، الأرجنتيني خافيير باستوري، أسير مقاعد البدلاء.
فالأول يعد رمزا للنادي الباريسي منذ أن تولت شركة قطر للاستثمار الرياضي مقاليد الأمور وحملت على عاتقها دفع أموال طائلة من أجل تطعيم الفريق بلاعبين كبار جعلوا من النادي الفرنسي أحد أفضل أندية القارة العجوز.
ولكن، يمر قائد المنتخب السويدي، البالغ من العمر 34 عاما، بفترة من الأداء الباهت تعطي انطباعا لدى الكثيرين بأنها نهاية مسيرة حافلة رسم خلالها اللاعب البسمة على شفاه الباريسيين، في الوقت الذي شهدت فيه أيضا بعض الانكسارات.
ويعود هذا الانطباع لدى المتابعين إلى حالة الخفوت التي تظهر على أداء اللاعب في كل مرة يخوض فيها الـ”بي إس جي” مباراة كبيرة، وهو نفس الأمر الذي تكرر مع الفرق التي دافع عن ألوانها من قبل كعملاقي إيطاليا يوفنتوس وإنتر ميلان، فضلا عن برشلونة الإسباني.
وفي ظل طموحات الفريق الباريسي الذي يتطلع دائما لتصدر المشهد في القارة الأوروبية، وبعد أداء إبرا المخيب للآمال أمام الفريق المدريدي، بات موقف السلطان معقدا داخل الفريق وأصبحت مشاركته بشكل أساسي دون النظر لحالته الفنية محل شك كبير.
وقبل مباراة ريال مدريد في دوري الأبطال، قاد إبرا فريقه لفوز محلي على حساب باستيا بفضل ثنائيته، وهو ما جعله يتصدر قائمة هدافي “الليج آ” برصيد 6 أهداف.
ولكن ساهم أداء الفريق الملكي فضلا عن الخطة التي رسمها المدير الفني الإسباني، رافائيل بينيتث، في قلب الدفة لصالح المدريديين الذين شكلوا خطورة أكبر على مرمى الحارس الألماني كيفن تراب.
وما يزيد الطين بلة أن الجمهور الفرنسي يبدو أنه لم ينس التصريحات التي خرج إبراهيموفيتش نفسه منذ عام ونصف بعد خسارة إحدى المباريات بالدوري وأصابت الجميع بالغضب بعدما وصف فرنسا بأنها “بلد القذارة” ولا تستحق تواجد فريق بحجم باريس سان جيرمان.
ومن جانبه، دافع المدير الفني للفريق، الفرنسي لوران بلان، عن لاعبه خلال المؤتمر الصحفي مرجعا أداء اللاعب المتراجع لعودته لتوه من الإصابة وافتقاده لنسق المباريات مؤكدا في الوقت ذاته أن مهمته تقتضي تحفيز اللاعب بإعطائه مزيد من الثقة داخل الملعب إزاء موجة الانتقادات العاتية ضده والتي تطالب بالإبقاء عليه على مقاعد البدلاء.
ويمتلك الفريق الباريسي بديلا جاهزا لإبرا وهو الأرجنتيني خافيير باستوري الذي طالما أعطى للفريق الكثير من الحلول التي يفتقدها في الوقت الراهن.
ويمتلك اللاعب الدولي الأرجنتيني رؤية ثاقبة داخل الملعب وهي النقطة التي افتقدها باريس في مباراته أمام ريال مدريد. ولم يكن إقحام اللاعب في المباراة مجرد تغيير ذهب سدى ولكن لاحظ الجميع تغير أداء الباريسيين الذين أعطوا إحساسا لكل من تابع المباراة بإمكانية اختراق الحصون الدفاعية للفريق الملكي.
فاللعب بباستوري بديلا لإبرا سيعطي عمقا أكبر في أسلوب اللاعب وهو ما يتفقده الـ “بي إس جي” في الوقت الحالي، فضلا عن تقديم مزيد من الدعم الهجومي لإيصال الكرات لمهاجمي الفريق.
وعلاوة على ذلك، فإن هذا يعني عودة الأوروجوائي إدينسون كافاني لمركزه الأصلي كمهاجم صريح بدلا من لعبه على الأطراف وهو ما يؤدي إلى تراجع مردوده الفني بشكل ملحوظ وبالتالي افتقاد عنصر هام في الناحية الهجومية.