قدّم نائل العيناوي واحدة من أكثر مبارياته إقناعًا بقميص المنتخب الوطني المغربي، خلال المواجهة أمام منتخب زامبيا، في أداء لافت أعاد فتح النقاش حول هوية خط وسط “أسود الأطلس” وصيغته المثالية في المرحلة المقبلة.
العيناوي، الذي شغل مركز لاعب الارتكاز، أظهر مؤشرات قوية على أن هذا الدور قد يكون الأنسب له، ليس فقط مقارنة بسفيان أمرابط، بل أيضًا من حيث متطلبات اللعب الحديث في وسط الميدان. فقد تميّز بحضور متوازن جمع بين البناء الهادئ، الخروج النظيف بالكرة من الخلف، والقدرة على الاسترداد، ما منح المنتخب مرونة واضحة في التحولات.
هذا الأداء يضع المدرب وليد الركراكي أمام ضرورة التفكير في صيغة جديدة لخط الوسط، قد تُبنى على ثلاثي واعد: نائل العيناوي، عز الدين أوناحي، وإسماعيل الصيباري، ثلاثي أظهر تكاملًا واضحًا، سواء من حيث الأدوار أو الانسجام داخل رقعة الملعب.
العيناوي لعب دور “المحرّر” لبقية زملائه، إذ منح إسماعيل الصيباري مساحة كبيرة للتحرك بحرية، والدخول في تبادل أدوار مستمر مع إبراهيم دياز، خاصة في الثلث الهجومي.
وفي كثير من الأحيان، كان يميل إلى تغطية الأطراف، تاركًا العمق لعز الدين أوناحي، الذي بدا أكثر تحررًا في صناعة اللعب، رغم بعض الهفوات المرتبطة بالثقة الزائدة والمراوغات غير الضرورية.
ورغم أن مواجهة زامبيا، بكل إيجابياتها، لا تُعد مقياسًا حاسمًا للحكم النهائي، إلا أن المنتخب المغربي بدا أكثر سلاسة وتحررًا في غياب سفيان أمرابط، الذي يبقى لاعبًا مهمًا من الناحية الدفاعية، لكنه محدود نسبيًا في البناء والإبداع، وهما عنصران باتا أساسيين في فلسفة اللعب الحديثة.
ومع اقتراب كأس أمم إفريقيا بالمغرب، واحتمال التحاق أيوب بوعدي، لاعب ليل الفرنسي، بالمنتخب، تبدو المنافسة في وسط الميدان مرشحة للاشتعال.
وفي حال استمرت المؤشرات الحالية على هذا النحو، قد يجد سفيان أمرابط نفسه خارج دائرة الخيارات الأولى للركراكي، في ظل توجه تقني يبحث عن لاعبين أكثر قدرة على التحكم في نسق اللعب وصناعة الفارق من العمق.
يبقى الرهان الحقيقي هو الاستمرارية، لكن المؤكد أن نائل العيناوي بعث رسالة قوية: وسط ميدان “الأسود” قد يكون على أعتاب مرحلة جديدة.




