في بداياته التدريبية، عُرف المدرب طارق السكتيوي بعلاقته الصدامية مع الإعلام، حيث اتسم خطابه آنذاك بنبرة حادة ومواجهة مباشرة مع الصحافة، غير أن المتابع لمساره في الفترة الأخيرة يلاحظ تحولا كبيرا وواضحا في طريقة تواصله، سواء من حيث نبرة الصوت، اختيار الكلمات، أو حتى الأيديولوجية العامة لخطاباته.
هذا التحول لم يكن عفويا، بل يعكس فهما عميقا لقواعد اللعبة الإعلامية، إذ نجح السكتيوي في تجنب الصراعات التي غالبا ما يكون الخاسر الأكبر فيها هو المدرب نفسه، خاصة وأن لا الجمهور ولا الصحافة يتحركان بدافع العاطفة الدائمة.
فحين يُحسن الإنسان توظيف الثقافة، والدين، وليونة الخطاب، فإنه يكسب القلوب قبل العقول، وهو ما يستند إلى تربية مغربية أصيلة وفهم دقيق لعقلية المغاربة.
متابعة بعض الندوات الصحافية التي ظهر فيها السكتيوي مؤخرا تكشف بوضوح هذا التغيير، حيث بات يتحدث بهدوء، ويبعث رسائل محسوبة، ويفضل الاحتواء بدل المواجهة، الأمر الذي جنبه الضغط الإعلامي وحوّل الصحافة من ورقة ضغط ضده إلى عامل مساند له.
ويُلاحظ أن هذا الأسلوب يميّز السكتيوي عن بعض المدربين الآخرين، مثل نبيل باها أو وليد الركراكي، حيث إن العلاقة المتوترة التي صنعها الركراكي، بحكم شخصيته العصامية، مع الإعلام، جعلت عددا من الأقلام الصحافية تسبح عكس التيار، ومعها فئة واسعة من الجمهور.
إن كسب أي إنجاز رياضي لا ينطلق فقط من العمل داخل الملعب، بل يبدأ أساسا ببناء علاقة جيدة مع الجمهور والإعلام، قبل الانتقال إلى مرحلة العمل التقني والميداني.
ومن هذا المنطلق، وعند مقارنة طارق السكتيوي بوليد الركراكي، تميل الكفة لصالح السكتيوي من حيث الشعبية، بفضل نجاحه في إدارة علاقته مع الإعلام والجمهور بذكاء وهدوء.




