يعتبر منير شويعر جناح نادي نهضة بركان، ابن الستة والعشرين ربيعًا، عاد ليلة أمس ليذكّر الجميع بأن الموهبة الحقيقية لا تخبو مهما غابت عن الضوء. دخل مواجهة سوريا كبديل، لكنه تصرّف كأنه لاعب ينتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل.
وما إن وطئت قدماه العشب حتى تغيّر إيقاع الجهة اليسرى؛ تحركاته ألهبت الرواق، جرأته أعادت النبض للهجمة، ولم يحتج سوى دقائق ليترك بصمة واضحة في الهدف الوحيد بعد تسديدة كانت شرارة الفارق.
كان يلعب وكأنه يكتب رسالة جديدة في مسيرته، رسالة يقول فيها إنه لم يعد ذلك اللاعب الذي اكتفينا بمتابعته في البطولة الفرنسية، بل أصبح اليوم قطعة ثمينة في كرة القدم الوطنية ومكسبًا واضحًا لنهضة بركان.
ما فعله منير أمام سوريا لم يكن مجرد أداء جيّد؛ كان إعلان عودة، إعلانًا بصوت هادئ لكنه مليء بالثقة، بأن موهبته التي لطالما تحدث عنها العارفون بدأت تجد مكانها الطبيعي تحت أضواء المتتبعين المغاربة.
إنه ذلك النوع من اللاعبين الذين يغيّرون شكل المباراة دون أن يرفعوا صوتهم، يكفي أن يلمس الكرة مرة ليذكّرك بأن كرة القدم الجميلة ما زالت بخير. ومنير شعير، بهذا الحضور المشتعل، قدّم واحدًا من أجمل الدروس: أن الشغف حين يشتعل لا يحتاج إلى وقت طويل ليُقنع… يكفيه أن يُمنح الفرصة.