قدّم الجناح المغربي الواعد عثمان ماعما واحدة من أبرز مبارياته هذا الموسم رفقة نادي واتفورد في دوري الـ”تشامبيونشيب” الإنجليزي، بعدما حصل على أفضل تقييم في اللقاء (7.5) خلال التعادل أمام بريستون نورث إند (1-1). أداء يؤكد المنحى التصاعدي للاعب الشاب، ويكشف عن شخصية كروية تنضج مباراة بعد أخرى في واحدة من أقوى البطولات التنافسية في أوروبا.
ورغم هذا البروز، يبقى حضور ماعما في قائمة المنتخب الوطني المغربي لكأس إفريقيا للأمم بالمغرب احتمالًا ضعيفًا، ليس لغياب الجودة، بل لكون الناخب الوطني وليد الركراكي وضع تصورًا شبه نهائي للأسماء التي ينوي الاعتماد عليها في البطولة القارية.
وتُظهر اختيارات الركراكي أنه يميل إلى الاستقرار على مجموعة مجرَّبة وذات خبرة، وهو ما يجعل الطريق نحو حمل قميص المنتخب الأول أكثر وعورة أمام اللاعبين الصاعدين.
ماعما من جانبه مطالب بالاستمرار في إثبات نفسه مع واتفورد، ورفع نسق تنافسيته، والابتعاد عن الضغوط التي تفرضها المقارنات أو المطالبات الشعبية بضمه للمنتخب قبل أوانه.
فالتدرج السليم جزء أساسي من بناء مسيرة احترافية متينة، كما أن التألق في المنتخبات السنية يختلف جوهريًا عن الظهور في كأس إفريقيا مع الكبار، حيث الضغط أكبر، والتنافس أعلى، والهامش ضيق أمام الخطأ.
ومع ذلك، يبقى مستقبل ماعما مفتوحًا على كل الاحتمالات. فالاستمرارية في المستوى، والقدرة على التطور داخل الدوري الإنجليزي، قد تجعل اسمه حاضرًا بقوة في مشاريع المنتخب الوطني المستقبلية. أما الآن، فالمهمة واضحة: الاجتهاد، ثم الاجتهاد، دون حرق المراحل.