إسماعيل باعوف يشق طريقه بثبات لاعب يعرف جيدًا قيمة الموهبة حين تُصقل بالجدية والانضباط. في عمر لا يتجاوز التاسعة عشرة، يظهر بملامح لاعب ناضج، قوي الشخصية، قادر على تحمل مسؤولية الرسمية داخل فريقه كامبور الهولندي، ويقدم مستويات تؤكد أنه مشروع نجم قادم بقوة.
في المباريات الأربع الأخيرة، قدّم باعوف أداءً رفيعًا اتسم بالنقاء الفني والالتزام التكتيكي، فسجّل هدفًا ومنح تمريرة حاسمة، محافظًا على مكانته الأساسية دون نقاش.
كامبور يحتل المركز الثاني في دوري الدرجة الثانية الهولندية بفارق مريح، ومساره نحو الصعود إلى الإيرديفيزي يبدو واضحًا، وباعوف جزء مهم من هذه الدينامية الإيجابية.
ومن جهة أخرى فإن ظهور اللاعب في كأس العالم الشاب بثقة عالية، وخروجه بصورة لافتة جعلته ينال تقدير المتابعين، ويعطي انطباعًا قويًا بأنه قادر على الاندماج في مستويات أعلى. يمنح انطباع اللاعب الذي يتطور مباراة بعد أخرى، والذي يملك شخصية تناسب طموح المنتخب الوطني في ضخ دم جديد داخل تشكيلته.
هذا الاهتمام الكبير الذي يحظى به من أندية أوروبية بارزة يعكس قيمته الحقيقية؛ فكلوب بروج البلجيكي، وآيندهوفن، وأياكس أمستردام، وفينورد الهولنديون، وبوروسيا دورتموند الألماني، وبولونيا الإيطالي، ونادي ليل الفرنسي يتابعون وضعه عن قرب.
هذه الأسماء الكبرى لا تتجه إلا نحو المواهب التي تملك مؤهلات واضحة، وإعادة اكتشافها داخل البطولة الهولندية تجعل انتقاله في المستقبل القريب خطوة طبيعية نحو مستوى أعلى.
تجدر الإشارة إلى أن إسماعيل باعوف يمثل نموذج اللاعب الذي يبني مساره بهدوء، ويثبت أقدامه بعمل يومي خالٍ من الضوضاء، ويقدم إشارات ناضجة حول قدرته على صناعة مسار كبير، لذلك فإنه يستحق مساحة أكبر من المتابعة، ومساحة منحتها له أوروبا قبل أن ينالها محليًا، ويبدو أن تطوره المستمر يجعل من اسمه واحدًا من أبرز الوعود الكروية المغربية في المرحلة المقبلة.