1. الرئيسية|
  2. الكرة المغربية

محمد وهبي مدرب المعجزة الذي ظلمه الكاف

محمد وهبي مدرب المعجزة الذي ظلمه الكاف

لم يكن الموسم القاري لكرة القدم الإفريقية عادياً، فقد حمل بين طياته حدثاً استثنائياً صنعه المدرب المغربي محمد وهبي، الرجل الذي قاد منتخب الشباب إلى معانقة كأس العالم في إنجاز غير مسبوق لقارةٍ طالما عانت من غياب الألقاب العالمية في الفئات السنية.
ورغم ضخامة هذا الإنجاز وقيمته التاريخية، وجد وهبي نفسه خارج منصة التتويج في حفل جوائز الأفضل في إفريقيا، ليتحوّل الحدث من لحظة احتفاء إلى لحظة جدل واسع أثار أسئلة لا تنتهي حول معايير التقييم ووزن الإنجازات في القارة.

لقد قاد وهبي منتخباً شاباً نحو ما يشبه المستحيل، إذ إن التتويج بكأس العالم للشباب لم يكن يوماً ضمن حدود أحلام المنتخبات الإفريقية، فضلاً عن أن يتحقق بهذا الشكل المثير الذي أبهر المتابعين عبر العالم.
ورغم هذا النجاح الذي أحدث صدى عالمياً ورفع قيمة الكرة الإفريقية على الساحة الدولية، إلا أن الجائزة القارية ذهبت في اتجاه مختلف، وكأن القارة اعتادت على رفع الكؤوس العالمية ولم يعد ذلك حدثاً استثنائياً يستحق أن يُكرَّم صاحبه.

ومن جهة أخرى فإن هذا التجاهل دفع كثيرين إلى اعتبار ما حدث ظلماً بيّناً، بل وصفه البعض بـ”السرقة الرياضية”، لأن منطق الجوائز—في كل مكان—يرتكز على المنجز الأكبر لا على الانطباعات أو التوازنات أو المجاملات. وعلى امتداد تاريخ الجوائز القارية، لم يعرف القارة إنجازاً يفوق قيمة التتويج بكأس العالم، ما جعل استبعاد وهبي سؤالاً مفتوحاً على أكثر من احتمال: هل كان ذلك سوء تقدير؟ أم تجاهلاً غير مبرر؟ أم مجرد انعكاس لخلل قديم في طريقة منح الجوائز؟

ولم يزد الطين إلا بلة إدعاء بعض الأصوات بأن المغرب “يحصد جوائز كثيرة”، وكأن كثرة النجاحات تلغي حق أصحابها في التتويج، أو كأن التكريم صار يخضع لتوازنات حساسة أكثر من خضوعه للمنطق الرياضي. فالاعتراف بالإنجاز لا علاقة له بالسيطرة، وتقييم العمل لا ينبغي أن يكون مرهوناً بهوية الفائزين السابقين.
إن ما قدمه وهبي لا يقاس بالعاطفة ولا بالانحياز، بل بالنتيجة التي حققها على أرض الواقع: لقب عالمي دخل خزائن إفريقيا للمرة الأولى.

ورغم كل ذلك، فإن قيمة محمد وهبي لا تختزل في جائزة، ولا تتراجع بمجرد تجاهلٍ عابر. فهو في نظر الجماهير، وفي منطق الكرة العادل، المدرب الأبرز في القارة هذا الموسم، والمدرب الذي كتب اسمه في سجل تاريخ لا يُمحى، حتى وإن غاب عن منصة لم تعد دائماً مرآة حقيقية لإنجازات الميدان. وهكذا يبقى وهبي بطلاً كما يعرفه الجميع، حتى دون تتويج رسمي، لأن الألقاب تزول أحياناً، لكن أثر الإنجاز الحقيقي… لا يزول أبداً.

مواضيع ذات صلة

أشرف حكيمي… الكابيتانو الذي أعاد الكرة الذهبية الإفريقية إلى المغرب

أشرف حكيمي… الكابيتانو الذي أعاد الكرة الذهبية الإفريقية إلى المغرب

وليد الركراكي مدرب المنتخب الوطني المغربي يتحدث عن النجاعة الهجومية للأسود و الهدف القادم

وليد الركراكي مدرب المنتخب الوطني المغربي يتحدث عن النجاعة الهجومية للأسود و الهدف القادم

نصير مزراوي يحرج أشرف حكيمي بسبب قرار وليد الركراكي

نصير مزراوي يحرج أشرف حكيمي بسبب قرار وليد الركراكي

أنس صلاح الدين… اكتشاف لامع يفرض نفسه قبل “الكان” ويمنح الركراكي حلًّا جاهزًا في الجهة اليسرى

أنس صلاح الدين… اكتشاف لامع يفرض نفسه قبل “الكان” ويمنح الركراكي حلًّا جاهزًا في الجهة اليسرى

نبيل باها يقود أشبال المغرب إلى ربع نهائي المونديال.. ردّ عملي يخرس المنتقدين

نبيل باها يقود أشبال المغرب إلى ربع نهائي المونديال.. ردّ عملي يخرس المنتقدين

وليد الركراكي يكسب أصعب رهان قبل ضربة بداية الكان

وليد الركراكي يكسب أصعب رهان قبل ضربة بداية الكان

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)