يواصل الظهير الأيسر أنس صلاح الدين لاعب ايندهوفن الهولندي خطف الأنظار داخل معسكر المنتخب الوطني المغربي، بعدما قدّم مستويات مميزة جعلته يُصنَّف ضمن أفضل الاكتشافات قبل كأس إفريقيا المقبلة. فخلال المباريات الأخيرة، برز اللاعب بثبات كبير، مؤكدًا أنه أحد رجالات هذا التجمع الدولي، وأنه يملك المؤهلات ليصبح الرقم واحد في الجهة اليسرى.
صلاح الدين أثبت نضجًا تكتيكيًا لافتًا؛ لاعب متوازن وصلب دفاعيًا، يتمركز بذكاء ويقرأ اللعب بشكل هادئ يجعله يسبق الخصوم إلى الكرة. كل قراراته فوق أرضية الملعب تظهر صفاءً ونضجًا: من دقة التمرير، إلى حسن الاختيار في النزالات الثنائية، مرورًا بتدخلات دفاعية رزينة ومتحكم فيها.
ولا تتوقف قيمة اللاعب عند الجانب الدفاعي فحسب؛ إذ يبرع كذلك في بناء الهجمة من الخلف، ويُحسن اختيار اللحظة المناسبة للصعود الهجومي، مما يمنح المنتخب تفوقًا عدديًا في الجهة اليسرى. وقد ظهرت بصمته واضحة من خلال تمريرة حاسمة “بيري-أسيست” في الهدف الأول، إلى جانب الجودة الكبيرة في التمريرات القصيرة والبينية التي تميز أسلوبه.
كما أظهر صلاح الدين انسجامًا مميزًا مع زملائه في الخط الأمامي، خاصة مع الصيباري، حيث شكّلا ثنائية نظيفة من حيث تبادل الأدوار والتحرك الذكي على الجهة، وهو ما منح المنتخب تنوعًا تكتيكيًا في بناء اللعب.
وبناءً على هذه المعطيات، يبدو أن الناخب الوطني وليد الركراكي وجد أخيرًا الظهير الذي يبحث عنه منذ فترة، لاعبٌ يملك شخصية قوية، حضورًا ثابتًا، وقدرة على التطور مع كل مباراة. ووفق ما أظهره في أولى مشاركاته مع “الأسود”، يبدو أن مستقبل الجهة اليسرى سيكون في يد أنس صلاح الدين، وهو أمر توقّعه كثيرون منذ ظهوره الأول بقميص المنتخب.
بكل تأكيد، المغرب يربح اليوم لاعبًا جاهزًا للمنافسة الإفريقية، وظهيرًا قادرًا على منح الإضافة في واحدة من أهم المراكز داخل الملعب، بينما الجماهير تترقب ما سيقدمه في الاستحقاقات القادمة بثقة كبيرة.




