يُعتبر انتقال الدولي المغربي بلال الخنوس إلى نادي شتوتغارت الألماني خلال الميركاتو الصيفي واحداً من أنجح وأذكى الخطوات التي قام بها لاعب من الجيل الجديد للمنتخب الوطني المغربي. فبعد موسم مميز للغاية مع ليستر سيتي الإنجليزي، حيث أثبت قدرته على صناعة الفارق في خط الوسط بمهاراته الفنية العالية ورؤيته المميزة للعب، اختار الخنوس أن يسلك طريقاً مختلفاً عن المعتاد لدى اللاعبين الشباب الذين يغريهم بريق الأندية الكبرى.
و لم ينجرف الخنوس وراء العروض المغرية التي كانت على طاولته، بل فضّل خوض تجربة جديدة أكثر اتزاناً وتماشياً مع تطوره الكروي، فكان شتوتغارت وجهته المثالية. النادي الألماني، المعروف باهتمامه بتطوير المواهب الشابة وإعطائها الفرصة للتألق، كان البيئة المثالية لبلال من أجل الاستمرار في النمو والتطور دون ضغوط مفرطة.
و منذ أولى مبارياته في البوندسليغا، فرض الخنوس نفسه كعنصر أساسي في تشكيلة الفريق، مقدماً أداءً راقياً يعكس شخصيته الهادئة داخل الميدان ونضجه التكتيكي الواضح. تألقه لم يقتصر على الدوري المحلي فقط، بل امتد أيضاً إلى المسابقات الأوروبية، حيث أثبت أنه لاعب قادر على التألق في المستويات الكبرى مع الحفاظ على ثبات مستواه البدني والفني.
و اختيار الخنوس لم يكن صدفة، بل هو نتيجة تفكير احترافي وتدبير ذكي للمسار الكروي، بعيداً عن “حرق المراحل” أو الانتقال إلى فريق كبير لمجرد الوجاهة. لقد اختار الطريق الصعب والمثمر في الوقت نفسه، طريق التطور المستمر والمشاركة الفعلية بدل الجلوس على مقاعد البدلاء.
برافو بلال الخنوس… اختيار موفق يعكس نضجاً كبيراً، ويؤكد أن النجاح في كرة القدم لا يصنعه فقط الموهبة، بل أيضاً حسن تدبير المسار واختيار التوقيت والمكان المناسبين للتطور.




