يواصل وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، إثارة النقاش في كل لائحة جديدة يُعلنها، وهذه المرة من خلال استبعاده الظهير الأيسر المتألق في الدوري الهولندي، سفيان الكرواني، عن المعسكر المقبل لـ“أسود الأطلس”.
ورغم أن الكرواني يقدم مستويات رائعة مع نادي أوتريخت، سواء في الدوري الهولندي أو المسابقات الأوروبية، إلا أن غيابه عن المنتخب لا يبدو هذه المرة مشكلة حقيقية، بالنظر إلى تواجد أسماء قادرة على أداء نفس الدور، وعلى رأسها أنس صلاح الدين، الذي يمتاز بخصائص مشابهة للكرواني، مع تفوق نسبي في الجانب الدفاعي، وهو ما يرجّح أن يكون سبب اختياره من طرف الركراكي.
بكل موضوعية، لم يظهر الكرواني في فتراته السابقة مع المنتخب بالصورة المنتظرة منه، إذ لم يعكس تمامًا الجودة التي يُظهرها مع فريقه في هولندا، هذا التباين بين الأداء في النادي والمردود الدولي يُعد عاملاً حاسمًا في اختيارات المدربين، خصوصًا حين يسعون إلى بناء توازن بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية.
اليوم، لم تعد الجهة اليسرى للمنتخب المغربي نقطة ضعف كما كانت في السابق، بفضل تنوع الخيارات بين نصير مزراوي، يوسف بلعمري، وأنس صلاح الدين، وكل منهم يمنح الركراكي حلولاً مختلفة بحسب طبيعة المباريات والمنافسين.
الواقع يؤكد أن التألق مع النادي لا يضمن بالضرورة النجاح مع المنتخب، وهذه قاعدة يعتمد عليها أغلب المدربين في العالم عند رسم ملامح تشكيلاتهم الأساسية. لذلك، فإن غياب الكرواني، رغم قيمته الفنية، لا يُعد خسارة بقدر ما هو اختيار فني محسوب يهدف إلى الحفاظ على توازن المجموعة.




