يبدو أن وليد الركراكي لا يتوقف عن إثارة الجدل مع كل لائحة جديدة للمنتخب الوطني المغربي، وهذه المرة كان السبب هو تجاهله غير المفهوم لأحد أكثر اللاعبين المغاربة تألقًا في أوروبا هذا الموسم: عِمران لوزا، نجم واتفورد وأحد أبرز لاعبي “التشامبيونشيب” الإنجليزي.
يقدّم لوزا أداءً استثنائيًا منذ بداية الموسم، بأرقام مميزة ومستوى ثابت يجعله ضمن النخبة في دوري يُعد من الأصعب بدنيًا وتكتيكيًا في العالم. فبفضل رؤيته الثاقبة، وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب، وتمريراته الحاسمة التي تخترق الدفاعات، بات يُنظر إليه كأحد أهم عناصر خط الوسط في فريقه، وأحد أكثر اللاعبين المغاربة نضجًا وجاهزية لتمثيل “أسود الأطلس”.
ورغم كل هذه المعطيات، قرّر الركراكي استبعاده من اللائحة النهائية للمنتخب، مكتفيًا بوضع اسمه ضمن القائمة الموسعة، في خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام لدى المتابعين والجماهير على حد سواء، خاصة في ظل غياب أي مبرر فني واضح.
وفي المقابل، اختار الناخب الوطني توجيه الدعوة مجددًا إلى أسامة ترغالين، لاعب لم يُقنع خلال مشاركاته السابقة، رغم الفرص المتكررة التي أُتيحت له دون أن يقدّم الإضافة المرجوة، سواء على المستوى الفني أو البدني أو في الحضور داخل الميدان.
هذا التناقض بين إبعاد المتألق ومكافأة المتراجع جعل الشارع الكروي المغربي يتساءل بمرارة:
هل أصبحت الجاهزية الميدانية والتألق الفعلي مجرد تفاصيل ثانوية أمام “خيارات خاصة” للمدرب؟
إن المنتخب الوطني لا يحتاج إلى أسماء تُستدعى بالعاطفة أو العادة، بل إلى لاعبين يُقاتلون من أجل القميص ويثبتون أحقيتهم فوق العشب الأخضر. واستبعاد عمران لوزا، في ظل مستواه الرفيع، يرسل رسالة مقلقة مفادها أن معيار الاستحقاق لم يعد الأداء، بل شيء آخر لا علاقة له بالميدان.
وفي وقتٍ يسعى فيه المغرب إلى ترسيخ مكانته بين كبار القارة والعالم، تبقى العدالة في الاختيارات أول شرط لبناء منتخب قوي ومتجانس، لأنّ الإبداع لا يجب أن يُعاقَب… بل يُكافأ.




