يعيش الدولي المغربي إلياس بن الصغير فترة صعبة منذ انتقاله من نادي موناكو الفرنسي إلى باير ليفركوزن الألماني، حيث تراجع حضوره داخل الفريق، وبات يشارك في دقائق محدودة فقط، كما حدث في مباراة القمة أمام بايرن ميونخ الأمس ، حين اقتصر دوره على دخول متأخر في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
اللاعب بن الصغير الذي كان قبل عام واحد فقط من أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، ومرشحًا لجائزة “غولدن بوي” المخصصة لأفضل لاعب شاب في القارة، يجد نفسه اليوم في وضع مختلف تمامًا.
الانتقال إلى الدوري الألماني لم يمنحه الانطلاقة المنتظرة، بل زاد من تعقيد مساره بعد أن وجد منافسة شرسة داخل تركيبة مدرب الفريق الأحمر كاسبر هيولماند، الذي يعتمد على أسلوب تكتيكي صارم قائم على الانضباط الجماعي، والضغط العالي، وسرعة الارتداد، ما يجعل مهمة اختراق التشكيلة الأساسية صعبة على اللاعبين الشباب.
ومن جهة أخرى فإن بن الصغير، الذي تميّز في بداياته بجرأته في المراوغة وسرعته في اتخاذ القرار داخل مناطق الخصم، فقد تدريجيًا بريقه مع قلة الدقائق وغياب الثقة، ما أثر على مستواه الذهني والفني.
ومن شأن هذا التراجع أن ينعكس أيضًا على مستقبله الدولي، إذ يواجه خطر فقدان مكانه في قائمة المنتخب المغربي خلال كأس أمم إفريقيا المقبلة، في ظل تألق لاعبين آخرين في نفس مركزه.
المرحلة القادمة ستكون حاسمة في مسيرة اللاعب الشاب، فإما أن يستعيد توازنه ويثبت نفسه مجددًا كمشروع نجم عالمي، أو يواصل انحدار الأداء الذي قد يكلّفه الكثير.
العودة إلى أساسيات لعبه، والعمل على الجانب الذهني والبدني، تبدو ضرورية لإنقاذ مسيرة وُلدت تحت وعودٍ كبيرة لكنها تواجه الآن اختبار النضج والصبر.
