الأرقام لا تكذب، فهي التي تصدر الأحكام في نهاية المطاف، والدولي المغربي أشرف حكيمي يعيش هذا الموسم واحدة من أكثر فتراته تألقًا رفقة ناديه باريس سان جيرمان، حيث يقدم أداءً استثنائيًا يُترجم في الأرقام قبل التصريحات، إذ حقق أعلى معدلاته من حيث النجاعة الهجومية والمساهمات التهديفية، ليُلامس أرقاما خرافية لم يسبق أن بلغها منذ بداية مسيرته الاحترافية، أرقاما يعجز عنها أحيانًا حتى المهاجمون الصرحاء.
نسخة حكيمي الباريسية مع المدرب لويس إنريكي تبدو “منفجرة” بكل المقاييس: سرعة، ثقة، شراسة هجومية، وانسجام تكتيكي واضح في منظومة هجومية تمنحه حرية التقدم والإبداع، ليصبح أحد أهم مفاتيح اللعب في مشروع إنريكي الهجومي.
في المقابل، لا يبدو حكيمي في المنتخب الوطني المغربي بنفس البريق. فمع وليد الركراكي، تقلّ فعاليته الهجومية بشكل واضح، رغم أنه كان صاحب تمريرة الهدف الذي سجله يوسف النصيري في مواجهة الكونغو. غير أن حضوره في الثلث الهجومي يبقى محدودًا مقارنة بما يقدمه أسبوعيًا مع باريس سان جيرمان، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول توظيفه داخل المنتخب.
وللتذكير، فإن أفضل نسخة لحكيمي مع المنتخبات ظهرت تحت قيادة الإطار الوطني سعيد السكتيوي خلال الألعاب الأولمبية بباريس، حيث جمع بين الحرية الهجومية والانضباط الدفاعي في توازن جعل منه أحد أبرز عناصر المنتخب الأولمبي آنذاك.
وبين “حكيمي باريس” المتوهج و”حكيمي المنتخب” الباحث عن ذاته، تبقى الحقيقة أن الظروف التكتيكية والاختيارات التقنية تصنع الفارق، وأن النجم المغربي لا يحتاج سوى إلى منظومة تمنحه نفس الثقة والحرية التي يعيشها في “حديقة الأمراء”، ليعود أسد الأطراف إلى زئيره المعتاد بقميص الأسود.




