قبل أكثر من ربع قرن، وتحديداً في عام 1975، كان الأسطورة الأرجنتينية كارلوس سلفادور بيلاردو، المدير الفني الأسبق للأرجنتين، يلمح إلى بروز كرة القدم الإفريقية. فقد قال خلال بطولة في المغرب:”قلت ذلك في عام 1975، عندما ذهبنا للعب بطولة في المغرب. قلت: ‘هنا مستقبل كرة القدم’.”
وأضاف بيلاردو مؤكدًا تميز القارة الإفريقية في رياضة كرة القدم:
“ليس في أوروبا، وليس في أمريكا الجنوبية. لأن الناس ما زالوا يلعبون… هنا، إذا تجولت في العاصمة فلن تراهم يلعبون. في المناطق الداخلية، نعم.”
كما شدد على قوة المنتخبات الإفريقية ومهارتها:”في إفريقيا يلعبون في كل مكان. لديهم دول قوية مثل الكاميرون، نيجيريا، جنوب إفريقيا، المغرب وتونس. يمتازون بالمهارة.”
ويبدو أن توقعات بيلاردو أصبحت حقيقة ملموسة على أرض الواقع. المغرب، الذي أذهل العالم بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022، يواصل كتابة التاريخ عبر جيله الشاب. فقد تأهل المنتخب الوطني المغربي تحت 20 سنة إلى نهائي كأس العالم لعام 2025، ليؤكد أن مستقبل كرة القدم الإفريقية، وبالتحديد المغربية، ليس مجرد وعد بل واقع ملموس.
هذا الإنجاز ليس صدفة، بل نتيجة رؤية واضحة، واستثمار في المواهب، وخطة طويلة الأمد أعادت الكرة المغربية إلى ساحة المنافسة العالمية بقوة، لتتحقق بذلك كلمات بيلاردو قبل أكثر من خمسة عقود.
المغرب اليوم، رمز للموهبة والمهارة، يبرهن أن إفريقيا ليست مجرد جزء من الخارطة الكروية، بل هي قلب ينبض بالإبداع والتميز.