كتب التاريخ اليوم صفحة جديدة لكرة القدم المغربية، بعدما تمكن المنتخب الوطني بقيادة المدرب وليد الركراكي من معادلة الرقم القياسي العالمي في عدد الانتصارات المتتالية، محققًا 15 فوزًا على التوالي، ليقف جنبًا إلى جنب مع المنتخب الإسباني الذي كان السبّاق إلى بلوغ هذا الإنجاز التاريخي.
هذا الرقم لم يأتِ بمحض الصدفة، بل هو نتاج عمل جماعي متكامل، جمع بين الانضباط التكتيكي، الروح القتالية للاعبين، والقدرة على فرض أسلوب لعب ناجع رغم اختلاف طبيعة المنافسين. الركراكي، الذي تعرّض في فترات سابقة لانتقادات كثيرة حول خياراته التكتيكية، أثبت أن الاستمرارية في العمل قادرة على صناعة الفارق وبلوغ القمم.
إنجاز “الأسود” لا يقتصر فقط على معادلة رقم إسبانيا، بل يعكس أيضًا صعود الكرة المغربية إلى مصافّ المنتخبات العالمية القادرة على فرض نفسها في المحافل الكبرى. هذا المسار يمنح دفعة قوية للمنتخب الوطني قبل الاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها كأس إفريقيا للأمم “المغرب 2025″، التي يتطلع فيها المغاربة إلى تحقيق لقب غاب عن الخزائن منذ 1976.
ولعلّ الأجمل في هذا الإنجاز أنه يعزز الثقة بين الجمهور و”أسود الأطلس”، إذ أصبح الحلم أكبر والطموحات أوسع، من أجل كتابة تاريخ جديد للكرة المغربية، لا يقتصر على الأرقام القياسية، بل يتجاوزها إلى التتويجات والبطولات.