كان واضحًا منذ البداية أن يوسف لخديم يمتلك مؤهلات لاعب كبير، لكن ما كان ينقصه هو تلك الفرصة الحقيقية التي تسمح له بإبراز إمكانياته. اليوم، ومع فريق ألافيس الإسباني، بدأ الشاب المغربي يؤكد كل ما كان يقال عنه، مقدّمًا أداءً لافتًا جعل اسمه يتردد بقوة بين المتابعين.
لقد كنت أقولها دومًا: لخديم إنريكي من أفضل اللاعبين الشباب في الجهة اليسرى، يتمتع بصلابة دفاعية مميزة، وانضباط تكتيكي عالٍ، إضافة إلى ذكاء في التمركز وقدرة على المساهمة الهجومية بتمريرات مفتاحية. وما قدمه مؤخرًا مع ألافيس، خصوصًا أمام فريق إلتشي، حيث ساهم في الهدف الثالث بتمريرة حاسمة، يؤكد أنه يسير في الطريق الصحيح.
وربما ما يزيد من قيمة ما يقدمه هو أنه اختار مشروعًا مناسبًا لتطوره، على عكس بعض المواهب الأخرى مثل آدم أزنو، التي لم تجد بعد الاستقرار الفني والنفسي. في ألافيس، سيحصل لخديم على دقائق لعب كافية وصقل مستمر لموهبته، ليصبح في المستقبل القريب أحد أهم الأظهرة اليسرى في الدوري الإسباني.
ما يثير الاستغراب هو قرار ريال مدريد الإسباني بالتخلي عنه بصفة نهائية بدل إعارته لعام أو عامين على الأقل، خاصة أن الفريق الملكي يعاني من محدودية في هذه الجهة. لكن ربما كان هذا القرار هو ما فتح أمام يوسف باب التألق الحقيقي.
لا شك أن استمرار لخديم بهذا النسق سيجعله خيارًا واقعيًا أمام الناخب الوطني وليد الركراكي، خصوصًا في ظل الغيابات المتكررة لنصير مزراوي. المنتخب المغربي في حاجة إلى ظهير أيسر قوي، متوازن بين الدفاع والهجوم، ويبدو أن لخديم يسير بخطى واثقة نحو هذا الدور.
في النهاية، يمكن القول إن يوسف لخديم يمثل نموذج اللاعب الذي لم يستسلم لخيبة البداية، بل جعل من الانتقال نقطة انطلاق جديدة نحو المجد.