يعيش الدولي المغربي أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي حالة من الظلم في صراعه على لقب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، حيث لم يجد الإعلام الذي ينصفه، فغالبا ما يميل الفرنسيون نحو مٱزرة لاعب المنتخب الفرنسي اوسمان ديمبيلي الذي يقربه الإعلام من الفوز بهذه الجائزة.
ولم يعد الأداء داخل الملعب هو المعيار الوحيد لتقييم اللاعبين، بل أصبح الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، بقدر ما برز هذا التأثير بشكل واضح في التباين الملحوظ في طريقة تعامل الإعلام الفرنسي مع لاعبي فريق باريس سان جيرمان، وتحديدًا بين الدولي المغربي أشرف حكيمي والفرنسي عثمان ديمبيلي.
تباين صارخ في التغطية الإعلامية
وتظهر الصحف الفرنسية مثل “Le Parisien” و”RMC Sport” ميلًا واضحًا للإشادة بأي لحظة مهارية يقوم بها ديمبيلي، حتى لو كانت محدودة التأثير على مجرى المباراة، فيما يتم تجاهل الأخطاء التي يرتكبها، وكأن هناك “تسامحًا” إعلاميًا خاصًا به.
و يجد حكيمي نفسه تحت مجهر النقد المستمر، رغم أنه يقدم أداءً ثابتًا على الصعيدين الدفاعي والهجومي، وتظهر بصمته في المواجهات الكبرى، يتم أحيانًا إغفال جهوده بشكل مقصود، حيث كتبت صحيفة “L’Équipe” الفرنسية في مقال لها عنه بوصفه بـ “اللاعب المتهور دفاعيًا” في أكثر من مناسبة، على الرغم من أن أرقامه تؤكد عكس ذلك، حيث غالبًا ما تكون متوازنة وأفضل من أرقام بعض زملائه في الفريق.
هل هي منافسة أم تحيز؟
ويثير هذا التباين تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراءه، فهل هو مجرد اختلاف في وجهات النظر التقييمية، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا؟
ويرى البعض أن المنافسة على الجوائز الفردية الكبرى قد تكون أحد الأسباب، حيث يسعى الإعلام أحيانًا لتقديم لاعبين معينين على حساب آخرين، كما أن جنسية اللاعب قد تلعب دورًا غير مباشر في طريقة تعامل الإعلام المحلي معه.
إن هذا التفاوت في التقييم الإعلامي لا يؤثر فقط على معنويات اللاعبين، بل يشكل أيضًا صورة غير مكتملة وغير دقيقة لدى الجمهور.
ومن الضروري أن يتحلى الإعلام بالمزيد من الموضوعية والحيادية في تغطيته، وأن يعتمد على الأرقام والإحصائيات كمعيار أساسي للتقييم، بدلاً من التركيز على اللحظات الفردية أو العواطف.