يواصل المنتخب المغربي العد التنازلي نحو خوض نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، المقررة مطلع العام المقبل، وهي البطولة التي تُعد امتحاناً عسيراً للناخب الوطني وليد الركراكي، الذي يطمح إلى كتابة التاريخ رفقة “أسود الأطلس” عبر التتويج باللقب القاري الثاني في تاريخ المغرب بعد لقب 1976.
ورغم التصريحات المتفائلة التي أطلقها الركراكي في مناسبات متعددة، مؤكداً أن ملامح التشكيلة النهائية للمنافسة الإفريقية “مرسومة في رأسه”، إلا أن واقع بعض اللاعبين الأساسيين يطرح علامات استفهام كبيرة، ويضع الطاقم التقني في مأزق حقيقي، خاصة على مستوى خط الوسط، العمود الفقري لأي فريق تنافسي.
ويأتي على رأس هذه الأسماء عز الدين أوناحي، لاعب أولمبيك مارسيليا، الذي لم يحسم بعد وجهته المقبلة، في ظل خروجه من حسابات الفريق الفرنسي. ورغم التوصل إلى اتفاق بين مارسيليا ونادي سبارتاك موسكو الروسي حول انتقاله، إلا أن أوناحي فضّل التريث وعدم التوقيع، بالنظر إلى الظروف السياسية الراهنة التي تحرم الأندية الروسية من المشاركة في المسابقات الأوروبية، ما قد يؤثر سلباً على مستقبله الرياضي وتنافسيته.
وما يزيد الطين بلة، أن زميله في المنتخب سفيان أمرابط، الذي كان من المفترض أن يُنهي انتقاله إلى نادي أتلانتا الإيطالي، لم يوقّع بعد بشكل رسمي، بسبب استمرار بعض الخلافات بين الطرفين حول تفاصيل العقد وشروط الصفقة. أمرابط، الذي قضى موسماً صعباً مع مانشستر يونايتد لم يحصل فيه على دقائق لعب كافية، بحاجة ماسة إلى الاستقرار والتنافسية حتى يستعيد مستواه المعهود قبل معترك “الكان”.
وتُعد وضعية أوناحي وأمرابط مقلقة بالنسبة لوليد الركراكي، الذي يعتمد عليهما كركيزتين أساسيتين في قلب خط الوسط، لما يقدمانه من توازن بين الأدوار الدفاعية والهجومية، بالإضافة إلى خبرتهما الدولية. وفي غياب بدائل بنفس الجاهزية والتجربة، فإن أي تأخر في انخراطهما في أجواء التنافس مع أندية مستقرة قد يُؤثر سلباً على مردود المنتخب ككل.
وفي ظل هذه المعطيات، يُطرح سؤال كبير حول قدرة الطاقم التقني على إيجاد حلول بديلة، تحسباً لأي طارئ قد يُفقد “أسود الأطلس” اثنين من أهم أوراقهم التكتيكية في أهم موعد كروي في القارة السمراء. وبين آمال التتويج وأشباح الغياب، تبقى الأسابيع القادمة حاسمة في رسم ملامح المنتخب المغربي الذي سيخوض غمار كأس إفريقيا 2025.