هل الأفضل التطور في بيئة مستقرة، أم المجازفة في قفزة نحو القمة؟
هذا السؤال يُطرح اليوم بإلحاح على اللاعب المغربي الشاب عبد الله وزّان، في ظل الأنباء التي تربطه باهتمام نادي ريال مدريد الإسباني، بينما لا يزال في مرحلة التألق داخل أسوار أياكس أمستردام الهولندي.
أياكس.. أرض الإعداد والفرصة:”أياكس لم يكن يومًا مجرد نادٍ في الدوري الهولندي، بل مدرسة كروية بامتياز. تاريخيًا، خرج من بين جدرانه أسماء أصبحت من أساطير اللعبة، من يوهان كرويف إلى فان دير سار، مرورا بسواريز ودي يونغ ودي ليخت. بالنسبة لعبد الله وزّان، الاستمرار في أياكس لا يعني البقاء في منطقة الراحة، بل هو استثمار ذكي في دقائق اللعب، والثقة، والتطور الفني والذهني”.
أياكس يوفّر لوزّان بيئة ناضجة، فيها ضغط تنافسي مقبول، ومنافسة أوروبية منتظمة، إلى جانب احتكاك دائم مع لاعبين شبان من طراز عالمي. هنا، يمكنه أن يُصقل مهاراته، ويُطوّر شخصيته القيادية داخل الملعب، ويُثبت جدارته كلاعب أساسي قبل أن يخطو نحو نادٍ مثل ريال مدريد.
ريال مدريد.. الحلم الكبير والمخاطرة الأكبر:”من جهة أخرى، فإن العرض من ريال مدريد لا يُرفض بسهولة. هو حلم أي لاعب، وبيئة مليئة بثقافة الفوز، والنجوم، والبطولات. مزاملة لاعبين بحجم مودريتش، فينيسيوس، وكامافينغا، من شأنها أن تختصر سنوات من التعلم والاحتكاك. كما أن القفزة الإعلامية والجماهيرية تُضاعف من القيمة السوقية لأي موهبة”.
لكن، في ريال مدريد، لا يوجد وقت “للتجربة”. النادي لا ينتظر نضوج المواهب، بل يبحث عن التأثير الفوري. وفي ظل كثافة النجوم، قد يجد وزّان نفسه على دكة البدلاء، أو أسوأ من ذلك، في رحلة إعارة لا تخدم مساره الفني. وهنا تكمن الخطورة: مجازفة قد تكلّف اللاعب استقراره وثقته.
التوقيت هو مفتاح النجاح:” لا أحد يشكك في موهبة عبد الله وزّان ولا في طموحه المشروع. لكن المسيرة الناجحة لا تُبنى فقط بالموهبة، بل بالتوقيت الذكي، ونظرًا لعمره، وحاجته لصقل أدواته، وبناء رصيده من التجربة والمسؤولية، فإن البقاء في أياكس لموسمين إضافيين على الأقل يبدو خيارًا أكثر عقلانية واحترافية. بعدها، سيكون أكثر جاهزية لخوض تجربة بحجم ريال مدريد — لا كمجرد موهبة، بل كنجم جاهز للتألق في الليغا الأوروبية”.