تحول الدولي المغربي يوسف النصيري، مهاجم فنربخشة التركي، من هدف للانتقادات إلى نجم تتغنى به الجماهير والصحف، بعد موسم استثنائي قدم فيه أداءً لافتًا. منذ انضمامه إلى الفريق صيف 2024، لم تكن بدايته سهلة، حيث تعرض لصيحات الاستهجان من بعض جماهير فنربخشة، خاصة بعد ظهوره الأول بلياقة بدنية أقل من المأمول، إذ لم يسجل سوى هدف واحد وقدم تمريرة حاسمة في أول سبع مباريات له. هذه البداية المتعثرة جعلته تحت ضغط متزايد.
مع مرور الأسابيع واستعادة النسق التنافسي، بدأ النصيري في استعادة بريقه شيئًا فشيئًا، ليتحول إلى أحد الأعمدة الأساسية في الخط الهجومي للفريق. فقد أنهى الموسم مساهماً في 37 هدفًا خلال 52 مباراة، بتسجيله 30 هدفًا وصناعة 7، في مختلف المسابقات. هذه الأرقام أثارت إعجاب الصحف التركية التي تساءلت: “ماذا يمكن للنصيري أن يفعل أكثر من ذلك؟”، في إشارة إلى الظلم الذي تعرض له من بعض المشجعين.
الدوري التركي الممتاز شهد تألقًا لافتًا للنصيري، حيث سجل 15 هدفًا وصنع 3 في 23 مباراة، ليصبح من أبرز المهاجمين في المسابقة. الصحف الإسبانية بدورها، وعلى رأسها “ماركا”، أشادت بتطوره اللافت، واعتبرته تجاوز ما قدمه في إشبيلية الموسم الماضي، عندما سجل 23 هدفًا فقط، بينما بلغ رصيده هذا الموسم مع فنربخشة 24 هدفًا حتى مايو.
المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي تولى تدريب فنربخشة، أثنى كثيرًا على أداء النصيري، مؤكدًا أن وجوده في التشكيلة أضاف عمقًا وفاعلية للهجوم، وساهم في إبقاء الفريق في سباق المنافسة على اللقب حتى الجولات الأخيرة.
الجماهير، التي كانت قد شككت في صفقته، عادت لتغير موقفها بشكل لافت، وأطلقت عليه لقب “سلطان إسطنبول”، بعد أن أصبح رمزًا للعطاء والالتزام. ورغم كل ما قدمه، لا تزال بعض الأصوات تشكك أو تبدي تحفظًا، وهو ما دفع الإعلام التركي إلى طرح تساؤلات حول المعايير التي يُحكم بها على اللاعبين، في ظل الأرقام المبهرة التي وقع عليها النصيري هذا الموسم.
