الإعلامي العراقي حسين الذكر
تعد المغرب من أوائل الدول العربية التي قدمت ملفاتها بجرأة وثقة لاستضافة كاس العالم بكرة القدم ونتذكرتنافسها على تنزيم اكثر من بطولة من قبل سيما مونديال 2010 الذي منح لجنوب افريقيا لاعتبارات كنا نراها غير رياضية .. ولم ينته المشوار والأمنية العربية عبر المغرب من تحقيق الحلم في بطولات لاحقة .. حتى قفز الملف القطري لتكون نسخة 2022 من افضل نسخ العالم كما ان منتخب المغرب حصل على المركز الرابع بعرض وأداء ونتائج مميزة كانت اقدر على المضي لتحقيق مطامح العرب لولا أمور متعددة لا نريد الخوض فيها .. الا ان الأداء والنتائج المغربية المتحققة في الدوحة فرضت واقعا جديد على الفيفا لم يستطع من خلالها تجاوز المغرب هذه المرة .
صحيح ان (الفيفا) منح حق تنظيم بطولة مونديال 2030 الى ثلاث دول هي ( سبانيا والمغرب والبرتغال ) ..الا ان ذلك لا يمكن ان يقلل من حظوظ المغرب او العرب في تسمية هذه البطولة المغربية العربية .. التي سنتطلع ونساند ونقدم كل ما نستطيع في سبيل ان تكون المغرب عنوانا بارزا المع وانجع واسمع … للبطولة قبل غيره من اسبانيا والبرتغال وذلك ليس من بناة الاحلام او طوباوية الصحراء التي لا تتحقق على ارض الجليد .. بل العكس صحيح فان المغرب العربي ما زال منذ قرون بل وعصور هو البوابة الواصلة ما بين حضارة روما والاغريق وحضارات العرب وشمال افريقيا ما كان منها إسلاميا او قبل ذلك التاريخ .
المغرب لم تبدا رحلتها للاعداد اليوم او عند شرف التكليف بل كانت على جاهزية التنظيم باي وقت مضى .. فالبنية التحتية رائعة وجاهزة بمختلف المحافظات والملاعب كبيرة وحديثة وبمعايير دولية ونظام الاتصالات متكامل والوضع والبيئة والنظام السياسي مستقر وآمن .. مما يجعل كل .. ( حجر في البناء ) بمثابة امتداد لجسر التمكين الذي برغم جهوزيته الا انه لا ينقطع عن طموح التكامل والتحديث .
من هنا وضع القادة والمخططون المغاربة نصب اعينهم وتنفيذ ملفاتهم لرتميم وتوسيع بعض الملاعب فيما بدوا بتنفيذ ملاعب جديدة عالمية مثل ملعب الحسن الثاني الذي انطلقت عملية بنائه في مدينة الرباط عام 2024 ومن المقرر أن ينتهي العمل فيه عام 2028 بسعة استيعابية 115 ألف متفرج ليكون الأكبر في العالم العربي والافريقي وهو أحد ثلاثة ملاعب مرشحة لاستضافة افتتاح أو نهائي مونديال 2030.
من ناحية أخرى فان مدينة طنجة التاريخية او نقطة التقاء الحضارات العربية والاوربية والافريقية بموقعها المتميز واطلالتها على الاطلسي والبحر المتوسط بما حبها الله من منزلة حضارية ستكون حاضرة بقوة بملعبها الكبير بسعة اكثر من سعبين الف متفرج وما ستدخل عليه من تحسينات جعلته مؤهلا لاقامة عدد من مباريات البطولة المهمة في نصفها النهائي او ابعد من ذلك .
قطعا الملف لا يتوقف عند حدود الرباط وطنجة … بل هناك ملاعب أخرى جاهزة وبعضها قيد التحسين من قبيل ملعب أغادير وملعب المركب الرياضي بفاس والملعب الكبير بمراكش وملعب الأمير مولاي عبد الله .. وغيرها من مشاريع ومنشئات وبنى تحتية ستكون جاهزة للابهار المغربي لملف ثلاثي لا نستغرب ان يكون الوهج والزخم والسبق العربي فيه أولا ان شاء الله .. بمعية جمهور المغرب الكبير المتحمس وخلفه كل العرب والافارقة لانضاج مشروع بطولة يرفع عنها الستار ولا يغلق بعده ابدا ان شاء الله .