أكاد أجزم بأن الدولي المغربي أمين حارث قد وصل لمستوى كبير جدا هذا الموسم، وهو الأفضل له في مسيرته الكروية على الإطلاق، والسبب يرجع بالأساس إلى المدرب الإيطالي الذي أكد مع بداية الموسم بأنه غير مقتنع به، هذه العبارة جعلت امين يتحول من لاعب عادي إلى محارب بفعالية وقتالية ويكون أحد أهم عناصر أولمبيك مارسيليا الفرنسي، فتحول من لاعب كان قريبا من المغادرة إلى عنصر أساسي.
أمين حارث يملك مقومات اللاعب الكبير لكنه لا يستغل ذلك، وهذا ما جعله قريبا من مغادرة مارسيليا الفرنسي هذا الموسم ،وجعله أيضا لا ينجح في تجاربه السابقة، وحتى مع المنتخب الوطني المغربي لم يقنع، ولربما هذا الأمر جعل المدرب وليد الركراكي يفضل عليه بعض الأسماء في خط الوسط، و أرقام اللاعب تتحدث عنه منذ عهد الفرنسي هيرفي رينارد إلى اليوم، وحتى مع الأندية التي لعب لها من قبل لم يستقر به الحال على تحقيق أرقام توازي طموحات الجماهير و تتماشى مع الامكانيات التقنية التي يتوفر عليها.
لكن و للأمانة فاللاعب امين حارث يعتبر في الوقت الحالي أكثر لاعب مغربي في الدوريات الأوروبية من حيث المنافسة و الحضور القوي،بأرقام جيدة في التمريرات الحاسمة وحتى التهديف، المستوى العالي أكده اليوم أمام مونبيلييه الفرنسي وفي كثير من المباريات التي خاضها، وبذلك فإنه يزيد من الضغوطات على مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي الذي منحه فرص الظهور في كأس إفريقيا للأمم بساحل العاج بعدما غاب عن كأس العالم قطر 2022.
اذا كان حارث بهذا المستوى ولا يتواجد مع المنتخب الوطني المغربي فإن وليد الركراكي مطالب بتوضيح الأمور و التحدث بكل جرأة عن الحقيقة من وراء إبعاد لاعب وصل إلى مستوى كبير سيساعد المنتخب كثيرا في كأس إفريقيا للأمم المغرب 2025 بكل تأكيد، لأن كل الظروف ستكون مواتية لذلك، وإذا كان اللاعب فعلا قد أخطأ بسبب تصريحاته فعليه أن يعتذر و يتدارك الأمر لأن اللعب مع المنتخب يجب أن يكون فوق كل اعتبار ودون مزايدات من اللاعب أولا ثم المدرب.
أما إذا كان الأمر يتعلق بما هو تقني فأظن بأن امين حارث وان كان لا يقنع مع المنتخب الوطني المغربي في الفترة السابقة، قد تغير كثيرا وأصبح أكثر واقعية من ذي قبل، ووجوده مع عز الدين أوناحي و إبراهيم دياز ثم سليم أملاح سيقوي من خيارات خط الوسط المغربي عند وليد الركراكي ولن نسقط مرة ثانية في مشكلة الإصابات أو الغيابات.
لا أظن بأن سبب خروج امين حارث من المنتخب الوطني المغربي، مجيئ إبراهيم دياز و القميص رقم 10، الأمر يكاد يكون بسيطا ويحتاج إلى جلسة لتذويب الخلافات و تقريب وجهات النظر بين الطرفين، لما فيه الصالح العام للمنتخب المغربي أشهر قليلة من بداية كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب، واكيد بأن حارث يتطلع و يمني النفس بحضور هذا العرس الإفريقي في بلد أجداده الذي اختار اللعب معه على حساب فرنسا.