المغرب سبورت _عادل قنيدلات
موسم هجرة اللاعبين المغاربة نحو الدوري المصري
بات الدوري المغربي خلال السنوات الأخيرة بمثابة المنجم الذي تستخرج منه الأندية المصرية مواهب مغربية ذات معدن نفيس بثمن بخس مقارنة بقيمتها ومؤهلاتها.
ظاهرة الهجرة هاته تساهم بشكل كبير في تقوية خصوم أنديتنا الوطنية في المسابقات القارية، فكيف يعقل لنادي مثل الوداد أو الرجاء أن يسرح أحد لاعبيه إلى الأهلي أو الزمالك وهو مقبل على خوض منافسات دوري أبطال إفريقيا، ما يعني أن المواجهة محتملة بينهما، فلماذا تصر أنديتنا المغربية على تقوية خصومها بيدها ؟
في الموسم الماضي رصد رادار الأهلي اللاعب رضا سليم فتعاقد معه قادما من الجيش الملكي وكان النادي العسكري حينها سيمثل المغرب في عصبة الأبطال، وبالتالي فهو في أمس الحاجة إلى لاعب بحجم رضا سليم الذي كان من ركائزه. ورغم ذلك تم التفريط فيه ورحل صوب “الجزيرة” معقل نادي الأهلي.
فلماذا لا تحافظ الأندية المغربية على ركائزها ؟
وعلى غرار الموسم الماضي شهد “الميركاتو” الصيفي الحالي انتقال ثنائي الوداد السابق يحيي عطية الله وأشرف داري إلى الأهلي المصري، قادمان على التوالي من سوتشي الروسي وستاد بريست الفرنسي.
أشرف داري فضل الأهلي على حساب فريقه الأم الوداد الذي كان يرغب في استعادة خدماته على سبيل الإعارة، خطوة داري خلفت موجة من الغضب لدى أنصار الوداد التي اعتبرت قرار اللاعب مجانبا للصواب ووصفت داري بالخائن. في المقابل هناك من تقبل رحيل أشرف واعتبره أمرا عاديا معللا ذلك بأن الوداد لا يقف على لاعب واحد أيًا كان نوعه.
أما الرجاوي السابق محمود بن التايك فاختار هو الآخر أن يسلك نفس الطريق التي سلكها داري ووقع على عقد انضمامه إلى الغريم التقليدي للأهلي نادي الزمالك المصري، قادما له من سانت اتيان الفرنسي. الأمر الذي يبدو غريبا نوعا ما، لماذا يفضل اللاعب المغربي “الجنيهات” شرط إقبار موهبته في الدوري المصري على حساب إمكانية التألق في الدوريات الأوروبية ؟
حصيلة هذا الهروب الجماعي نحو بلاد الأهرامات لم تنتهي بعد بل مرشحة للزيادة، زهير المترجي هو الآخر قريب من التعاقد مع نادي فاركو وقد وقع إلكترونيا على عقد سيمتد لثلاثة مواسم، قبل السفر إلى مصر لإتمام الصفقة.
كخلاصة لما ذكرناه وجب على أنديتنا الوطنية أن تستخلص الدروس من التجارب السابقة وأن تجد حلولا ناجعة للحد من الهجرة، وربما شاهد الجميع كيف رفض الأهلي التخلي عن خدمات لاعبه بيرسي تاو عندما اقترب اسمه من الوداد الرياضي رغم أن النادي المصري يرغب في فسخ عقد اللاعب الجنوب الإفريقي.
الأهلي يعلم جيدا أن الوداد قد يكون خصمه مستقبلا خاصة في منافسات الدوري الإفريقي لذلك رفض انتقاله إلى الدار البيضاء.