لازالت أصداء تتويج إسبانيا بلقب اليورو هذا الصيف، تحت قيادة لويس دي لا فوينتي مستمرة.
وتأمل جماهير برشلونة على وجه التحديد، في تكرار أيام الجيل الذهبي مجددًا، بعد هذا الإنجاز الذي ساهم فيه نجم البلوجرانا الشاب لامين يامال.
سيناريو جوارديولا
في العام 2008، فازت اسبانيا بلقب اليورو، تحت قيادة المدرب الراحل لويس أراجونيس، واستفاد لاعبو برشلونة الدوليين مثل تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا، من هذا الإنجاز، ليقودوا البارسا إلى آفاق جديدة بقيادة مدرب جديد هو بيب جوارديولا.
حقبة بيب جوارديولا مع برشلونة تُعتبر واحدة من أكثر الفترات نجاحًا وتأثيرًا في تاريخ كرة القدم.
تولى جوارديولا تدريب الفريق الأول في عام 2008 بعد أن قاد فريق برشلونة ب بنجاح.
خلال أربع سنوات فقط، حوّل الفريق إلى واحد من أعظم الفرق في تاريخ اللعبة.
في موسمه الأول، حقق جوارديولا ثلاثية تاريخية بفوزه بالدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا.
هذا الإنجاز كان سابقة في تاريخ النادي الإسباني. قدم الفريق كرة قدم هجومية رائعة وسيطر على المباريات بفضل التمريرات السريعة والتحركات الذكية.
واصل جوارديولا النجاح في المواسم التالية. في موسم 2009-2010، فاز بالدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
في الموسم التالي (2010-2011)، حقق الفريق لقب الدوري الإسباني مرة أخرى ودوري أبطال أوروبا بفوزه على مانشستر يونايتد في النهائي بنتيجة 3-1.
خلال هذه الفترة، تطور ليونيل ميسي ليصبح أفضل لاعب في العالم تحت قيادة جوارديولا.
في نهاية موسم 2011-2012، أعلن جوارديولا عن رحيله عن برشلونة بعد أن شعر بالإرهاق واحتاج إلى استراحة.
خلال فترة قيادته، فاز الفريق بـ 14 لقبًا من أصل 19 بطولة ممكنة، وأحدث ثورة في طريقة لعب الفريق وأسلوب تدريبه.
حقبة فليك
والآن تبدو الظروف هي نفسها، حيث فازت اسبانيا بلقب اليورو بقيادة دي لا فوينتي، وسينقل أمثال لامين يامال وربما نيكو ويليامز المتوقع انضمامه للفريق الكتالوني، تألقهم إلى برشلونة بقيادة مدرب جديد هو هانز فليك، لعل وعسى يستطيع البلوجرانا إنهاء هيمنة ريال مدريد الحالية.
وترك هانز فليك بصمة كبيرة في بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني، حيث يعتبر أحد أبرز المدربين في العالم بفضل نجاحاته السريعة وأسلوب لعبه الجذاب.
وعلى الرغم من أن مسيرته مع المنتخب الألماني لم تحقق النجاح المتوقع، إلا أن إنجازاته مع بايرن ميونيخ جعلته واحدا من أكثر المدربين احتراما في كرة القدم العالمية.
فلسفة فليك التدريبية تعتمد على الهجوم السريع والتحكم بالكرة، مع التركيز على الضغط العالي واستعادة الكرة بسرعة.
ويشتهر فليك بقدرته على تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، وبناء فرق قوية تكون قادرة على المنافسة على أعلى المستويات.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تولى فليك تدريب بايرن ميونيخ كمدرب مؤقت بعد إقالة نيكو كوفاتش.
تحت قيادته، قدم الفريق أداءً مذهلاً، وفاز بالدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا في موسم 2019-2020، محققاً الثلاثية التاريخية. تمت ترقيته إلى مدرب دائم في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وفي موسم 2020-2021، واصل فليك نجاحاته بقيادة الفريق للفوز بالدوري الألماني وكأس العالم للأندية، مما جعله يحقق ستة ألقاب في أقل من عام.
وتأمل جماهير البلوجرانا، أن يحقق هانز فليك النجاح مع برشلونة خلال الفترة الحالية، ويعيد الفريق لمنصات التتويج وحصد الألقاب من جديد، وإنهاء هيمنة الغريم التقليدي ريال مدريد.
